أتذكر جيدا ذلك ''السونداج'' الذي نشره موقع جريدة '' اليوم السابع'' المصرية، والذي توقع فيه أكثر من 60 بالمائة من المستجوبين، عودة نشوب الخلافات وتجددها بين الجزائر ومصر بسبب ظهور نتائج قرعة دوري أبطال إفريقيا التي أفرزت عن وقوع فريق شبيبة القبائل في نفس مجموعة الأهلي المصري والاسماعيلي، حيث شرعت بعض الأطراف في قرع طبول الحرب وتزكية فريق على آخر، وذهب بعضها إلى القول أنها ستكون مباريات ''نارية، حربية، قتالية''، في حين وصف بعضها النوادي الجزائرية بغير المعروفة، وحدث ما حدث من ''قيل وقال'' و''تكسار الرأس''، لكن ما من ذلك الأمر حدث فعلا، الحقيقة أن التزام زاهر الصمت حينها، تسبب لنا في مشاداة داخلية ومن نوع آخر، حرب بين ''الأخ وأخيه'' وصرنا نلقي على بعضنا باللائمة. المتوقع تحول إلى غير متوقع، وصارت الأمور بسلام، رغم بعض الأحداث الخفيفة، في حين انقلبت فعلا الأمور رأسا على عقب، ليصير المشكل، مشكل ''فاف'' و'' شبيبة''، عوض الذي كان، فعجبا في فيدرالية كرة القدم عندنا، التي ضللت فريقنا الوطني، فسقطنا من سابع سماء، تصريحات تلوى التصريحات لا تكاد تتوقف بين الطرفين، في حين لا زلنا نجهل حقيقة ما حدث فعلا. خرجة جديدة أعادنا زاهر المصري بها إلى ''مصايب'' الماضي، عندما أقر بأن حادثة الاعتداء على حافلة اللاعبين الجزائريين كانت حقيقة، وكان الأجدر تفاديها، لنتساءل بأي ''وجه'' استطاع زاهر أن يقابلنا ويواجهنا في الوقت الذي لم نعد نتذكر شيئا عنهم، ومضينا بعيدا وصار ما حدث معهم وبسببهم من ماضيا، ليس أكثر. نتساءل كيف أمكنه العودة بنا إلى ما كان هو سببا رئيسيا فيه لمتاعبنا، وكيف انقلبت أموره صدفة، واعترف أخيرا، لكن بعدما أفسدوا علينا فرحتنا ونشوتنا آنذاك ب''انتصارنا''، الذي حسدنا عليه، وسارت بنا أخطاؤهم إلى الحرب النفسية التي ضقنا بها ذرعا، وبعد طول غياب وخطط وتفاصيل لا ندري خباياها، صرنا على صدق بعدما كنا مجرد ''ممثلين وهمجس. المؤسف وسط كل الذي حدث ولا يزال يحدث حولنا، أننا كنا ضحايا خطط مفبركة، قادتنا إلى قدرنا إجباريا، فضلا عن ذلك، لم تتوقف الأحداث عند هذا الحد فحسب، بل افتعلت أخطاء زاهر وأمثاله مشاكل من نوع آخر، وتلاشت قوة فريقنا، بعدما صار الأهم ليس أن نعيد أمجاد فريقنا الوطني، بل كيف نتقاذف بالمسؤولية من طرف إلى آخر. سقطات فريقنا الوطني عظمت، وصار يخشى عليه فعلا من مقابلات المستقبل، والتي إن لم نعد نعول عليها كثيرا، فإننا نأسف لما يحدث لنا في فيدرالية كرة القدم لدينا، وليس فقط هناك بل حتى في بطولتنا الوطنية المحترفة، التي ما عدنا نعلم إن هي فعلا محترفة أم '' منجرفة'' لأزمات مكتب الفيدرالية، المهم أن الأمور لم تعد إطلاقا تجري بسلام.