دعت جمعية الطفل الانطوائي وزارة التضامن الوطني، الصحة والتربية الوطنية إلى ضرورة التعاون من أجل إيجاد طرق ناجعة للتكفل بالطفل المتوحد في بداية حياته قبل أن تتأزم وضعيته النفسية والصحية. كما دعت الأولياء إلى مراقبة أبنائهم بصورة مستمرة لاكتشاف إصابتهم بمرض التوحد في وقت مبكر. نظمت جمعية الطفل الانطوائي ملتقى حول مرض التوحد الذي يصيب عددا من الأطفال في الجزائر. وقد سمح هذا الملتقى الذي شاركت فيه جمعيات وأطباء مختصون بالإضافة إلى أولياء الأطفال الذين يعانون من هذا المشكل الصحي، بتبادل المعلومات وطرح الانشغالات التي من شانها أن تساهم في تحسين التكفل بالأطفال المصابين بالتوحد في الجزائر من خلال مناقشة بعض الاضطرابات التي تعاني منها هذه الشريحة والطرق السليمة لعلاجها وكذا وضع التشخيص المبكر لمثل هذه الحالات من أولويات الأسر خاصة التي سبق أن أصيب أحد أبنائها بالتوحد. التقرب من الخبرات الأجنبية عرضت جمعية الطفل الانطوائي للجزائر العاصمة طريقة جديدة تم تطبيقها على المستوى العالمي وأثبتت نجاعتها في التكفل بالطفل الذي يعاني من التوحد وتمكينه من التواصل مع المجتمع بصورة طبيعية، وهو ما ذهبت إليه الدكتورة سهير رحموني بارودي مختصة في الطب النفسي، حيث أكدت أن الاستعانة بالطرق العلمية الحديثة لعلاج مرض التوحد مكنت من تقليل حدة الاضطرابات التي تعاني منها هذه الفئة من الأطفال، حيث كشفت احدث طريقة أن التركيز على المشاكل التي تعترض الطفل المتوحد هوصعوبة الكلام والتواصل مع العالم الخارجي. وحسب المتحدثة فإن الشيء الايجابي في مرض التوحد هو إمكانية اكتشافه من خلال تعليم الأولياء بعض الحركات التي يقوم بها الطفل في مراحل ولادته الأولى فهو دائم اللعب بيديه بالإضافة لعدم تركيزه وعدم النظر إلى شيء معين لفترة طويلة. كما لا يستطيع مريض التوحد أن ينظر إلى الشخص الذي يحدثه بشكل مستمر. وأوضحت الدكتورة رحموني أن العلاج ممكن إذا تم تشخيص الحالة بشكل مبكر بالإضافة إلى التأكيد على مراعاة حالة الطفل النفسية من خلال إخضاعه لمجموعة من الحصص العلاجية. دعم الأولياء لإدماج الأطفال في المجتمع تضم جمعية الطفل الانطوائي على المستوى المحلي العائلات التي أصيب احد أفرادها بالانطواء او اضطرابات عامة تمس التطور، كما تضم كل شخص يعنيه الانطواء. وحسب رئيسة الجمعية السيدة نورة لوهيب فان هدف الجمعية هو النضال من اجل تفتح الشخص الانطوائي، وذلك من خلال تحسيس وإعلام المجتمع المدني حول الانطواء والاضطرابات المنسوبة اليه. كما تسعى الى السهر على رعاية وترقية حقوق الطفل الانطوائي، بالإضافة الى إحصاء الحاجيات والسعي لإنشاء هياكل مختصة في ترقية التربية الخاصة بالأشخاص المنطوين من خلال إعلام الأولياء بهذا المرض وأعراضه والعمل على الإدماج الاجتماعي للأشخاص الانطوائيين ودعم أسرهم والسعي لكشف المرض والتكفل المبكر بالمرض، مع ترسيخ التبادلات مع مختلف الجمعيات المهتمة بهذا المجال من اجل ضمان التكفل اللازم والشامل بالأشخاص الانطوائيين عبر كافة مناطق الوطن وتوفير كل ماهوضروري من علاج لهذه الشريحة. كما لقي الملتقى المنظم من قبل جمعية الطفل الانطوائي صدى واسعا لدى الأولياء من خلال توافد عدد كبير على مقر المركز الثقافي لبلدية الأبيار بالعاصمة الذي احتضن هذا اللقاء حيث شكل الملتقى فرصة للأولياء لتبادل المعلومات والاستفادة من الشروحات القيمة التي قدمت لهم من قبل مختصين في الصحة النفسية وأطباء عامين. ودعا الأولياء إلى ضرورة مواصلة وتفعيل مثل هذه اللقاءات التي تزيد من معارف الأولياء وإدراكهم لمختلف الطرق الكفيلة بتنظيم حياة أبنائهم المصابين بالتوحد ومساعدتهم بشكل يومي ومستمر على الاندماج في المجتمع.