وسط مناظر اقل ما يقال عنها أنها بالغة الجمال في روعة الطبيعة، احتضنت مدينة زيامة المنصورية بولاية جيجل الأيام المخصصة للأطفال والشباب المصابين بداء السكري حول التربية الصحية والعلاج على مدار أسبوع كامل، حيث نظمت مؤسسة نوفو نورديسك هذا الموعد في إطار برنامجها الكبير المسطر تحت عنوان ''لنغير داء السكري''، حيث كانت المناسبة جيدة ل ''الحوار'' للوقوف على الكثير من المعطيات الخاصة بداء العصر الجديد الذي يهدد حياة الملايين في صمت مطبق، كما انه كان لنا فرصة معايشة والشعور بنفس أحاسيس الطفل الصغير، وملاحظ سلوكاته وتعامله مع حقن الأنسولين، كما كانت المناسبة فرصة للاستماع ومحاورة ابرز الأطباء المربين والفريق الذي سهر بمعنى الكلمة على راحة 42 طفل مريض بداء السكري، حيث تشكلت فرق للمناوبة ليلا للوقوف على كل الحالات الطارئة ..فريق تراوحت أعمارهم بين ال20 سنة وال45 من حليمة الأخصائية النفسية حليمة وعامر الشاب سفير نوفونورديسك إلى الطبيب فريد وهاني وياسمينة والدكتورة عزيزة والمصوران صالح وصديق، بالإضافة إلى أسماء ما تزال في ذاكرتنا كالطفل مهدي ويوسف وغيرهم.... أطفال عشنا معهم أيام تبدأ من شروق الشمس و اخذ فطور الصباح إلى السباحة في البحر إلى أن يناموا جميعا ويخلدوا للنوم..'' الحوار '' غطت الحدث الذي لم يكن الأول من نوعه، لكن الأكيد أنه كان واحدا من أنجح الأيام والإقامات التي نظمت إلى حد الآن، حيث كانت فرصة سانحة لمساعدة الطفل المريض بالسكري ليتحكم في مختلف جوانب مرضه، ويتعلم كيفية التسيير الحسن لمرضه وعلاجه في حياته اليومية من خلال التعاون وتبادل الآراء مع الأطفال الاخرين وذلك تحت مراقبة ومساعدة الفريق الطبي المؤهل ...... في اليوم الأول بعد وصولنا استفدنا من نصائح خاصة بداء السكري قدمها الممرن هاني الذي جمع كافة الأطفال في ساحة بيت الشباب لمدينة زيامة المنصورية واقنع هاني كافة الأطفال بالتشويق للمعارف والنصائح التي قدمها لهم، داعيا إياهم للضرورة حفظ هذه الأفكار من اجل نيل جائزة في آخر الإقامة بمدينة زيامة، وكانت هذه المعلومات تدور عن ماهية مادة الأنسولين واحتياج الجسم لها كطاقة مولدة للسكر والذي يتم تعويضها في حالة المرض بالحقن التي يأخذها الطفل المريض. كان ذلك في أمسية اليوم الأول الذي عرف افتتاح حضره رئيس الدائرة الإدارية ورئيس البلدية تراوحت بين القيام بعلاج جماعي لحقن الأنسولين بالإضافة الى الدكتور بواب من ولاية جيجل وهو طبيب مختص في أمراض السكري، بالإضافة إلى وجوه أخرى. اليوم الثاني الذي بدأناه بنشاطات متعددة ومختلفة أخذت طابع العلاج الجماعي بحقن الانسولين وتعويد الطفل قياس نسبة السكري في الدم ليتبعه نشاط رياضي تمثل في زيارة الشاطئ الأحمر والسباحة وفق مجموعات صغيرة يتم مراقبتها. ؟الدكتور المربي رضا فراح من مؤسسة نوفونورديسك- عنابة: داء السكري هاجس السنوات القادمة ويجب أن نعيش حياة المريض منذ الآن للوقاية منه في هذا الإطار جمعنا حديث مع المسؤول الأول عن الأطفال في هذه الأيام وهو الطبيب المربي الدكتور رضا فراح الذي ظهر محبوب لدى الأطفال من خلال تعامله وتواضعه وقربه من تحسس كل طفل ..شعور رأى فيه الكثير منهم انه مكافئ لوالدهم الذي لم يفتقدوه كثيرا في تلك الرحلة، هذا المربي تحدث لنا عن الكثير مما لمسه في تلك الرحلة، بالإضافة إلى حديثه عن مشاريع مستقبلية . ماهو تقييمكم لهذه الأيام الخاصة بالتربية والعلاج الخاصة بالطفل المريض بداء السكري؟ الدكتور رضا فراح: هذه الأيام يمكن الحكم عليها من اليوم الثالث انها كانت ناجحة والتي جاءت تحت شعار '' لنغير سوية داء السكري ''، والهدف منها هو تربوي وتعليمي من اجل أن يتعلم الطفل ان يكون مستقلا عن اهله، وبغية أن يتكفل بنفسه من تداعيات مرض السكري، وهذا في جو طبيعي بعيد عن أقسام الدراسة، وخصوصا انه يلتئم هنا في مدينة جيجل وغاباتها الجبلية الرائعة والتي تلامس السماء والبحر. أن هذه الأيام في الحقيقة هي تكملة لما بدأنا فيه منذ ال6 من مارس الفارط حيث أقمنا يوم إعلامي تحسيسي تبعناه يوم 19 جوان بيوم خصص لمنح أجهزة قياس نسبة السكري في الدم للمصابين بداء السكري، وبالإضافة الى هذا فهناك يوم آخر سينظم مع الدخول المدرسي القادم سيكون تحت شعار '' التكفل بالطفل المصاب بداء السكري داخل الوسط المدرسي وتعامل الأستاذ المدرس مع الطفل المصاب بداء السكري '' . كيف تشخص لنا واقع داء السكري في هذه الجهة -جيجل- ؟ في الحقيقة انا قادم من عنابة من اجل القيام بالمساعدة في ضمن هذا البرنامج وفيما يخص الأرقام فاعتقد أن الأرقام يمكن أن تمنح لكم من طرف جمعية مكافحة المرض هنا في جيجل، ما يمكن ان أقوله ان هذا الداء في تزايد مذهل وهذا بحكم التجربة في التعامل مع أطفال المدارس، والأسباب تعود لأسباب وراثية وأخرى تتعلق بنظام الوجبات المليئة بالدهنيات والسكريات وهو ما صبح يشكل خطر على أطفالنا. هل يمكن لنا أن نعرف الإستراتيجية الجهوية المسطرة من طرف مؤسسة نوفو نورديسك لتقليل والقضاء على داء السكري؟ اعتقد أن هذا البرنامج يدخل ضمن الخطط المطبقة من طرف مؤسسة نوفونورديسك لنغير سوية من داء السكري، وهذا لا يخص فئة الأطفال فقط وإنما يشمل كافة المرضى بداء السكري ولهذا يجب تغيير نظرة المجتمع حول نظرة داء السكري، وباعتقادي أيضا أن هذا التغيير في الذهنيات لا يأتي بين لحظة وضحاها وإنما يأتي بمحاولات عديدة حتى مع الكبار، وضمن هذا السياق فنحن ننظم خرجات ترفيهية للاطفال والشباب، كما تم تعيين سفراء لهم عبر ولايات الوطن من اجل القيام بعمليات للتحسيس حول مخاطر داء السكري وكما ذكرت فقد اخترنا من كل مدينة شاب يمثل داء السكري، وتم تنظيم رحلات طوال السنة بالإضافة الى عدة ملتقيات للكبار والصغار، كما نحرص على على اعداد حصص تربوية وخصوصا في شهر رمضان أيضا ننظم أيام تحسيسة في العيادات العامة وهذا بالتنسيق مع مع مديريات الصحة حول الكشف المبكر لداء السكري، وايضا هناك برنامج خاص بالنساء الحوامل المصابين بداء السكري وهي كلها تدل ضمن الفرص التوعوية التي يسهر عليها مخبر نوفونورديسك من اجل ان يخرج كل مريض بوثيقة تحمل الوجبة الغذائية الصحية وفروض الرياضة والعناية بالقدم وكيفية اخذ حقنة الأنسولين حسب المطويات التي نقدم بداخلها المعلومات اللازمة. زيادة على ذلك فقد قمنا بتكوين لفائدة الشبه طبيين وهي فئة مهمة للغاية نظر للدور الذين يقومون به وهم اقرب فئة قريبة من المريض، حيث حاولنا تكوينهم من خلال برنامج تكويني في هذا المجال. سمعناكم أمس تتحدثون عن معاناة المواطن في الجزائر العميقة وهنا انتم تعنون فئة الأطفال والكبار على السواء هل من توضيح في هذا الاطار؟ في الحقيقة هذا جاء في إطار حديث شامل بدأناه بذكر المحاسن التي تتوفر عليها بلدنا بالمقارنة مع دول أخرى، وقلنا والحمد لله ان دواء الأنسولين متوفر في بلدنا اليوم، لكن المشكل الوحيد ما يزال يتمثل في نقص الإعلام لدى المواطن أي اقصد العائلة والمريض على السواء وقلنا أن أكثر فئة تعاني في هذا الإطار هي فئة الأشخاص الذين يعيشون في الجزائر العميقة وهم من لا تصلهم المعلومة اللازمة وهم من تنقصهم التوعية، وباعتقادي ان هذا هو دور الجميع من اجل المساعدة في عمليات الكشف المبكر وفي هذا الصدد فقد قمن بتظاهرة لمدة يومين في ولاية باتنة حيث خضع 900 شخص للفحص المبكر، جرى اكتشاف 25 حالة من بينهم لأول مرة . كذلك أحيت مؤسسة نوفونورديسك اليوم الوطني لداء السكري في 24 مارس ,2010 حيث تم تنظيم لقاء في ولاية غرداية وهي تمثل ولايات الجنوب، حيث كان لنا اتصال بالأطفال في مدينة زلفانة على سبيل المثال ونظمنا أيضا عدة حصص وكان في كل مرة الاختيار ينصب على جهة من الجهات التي هي في حاجة إلى دعم أكثر. وحتى هؤلاء الأطفال الحاضرون معنا فقد تم اختيارهم من المناطق الجوارية لباتنة وسطيف وجيجل وعين ارنات وبوقاعة وغيرها من المناطق التي تحتاج إلى دعم . ؟ في ختام هذا الحديث بماذا ينصح الدكتور فراح الطفل وعائلة المصاب ؟ نصيحتي هي كالتالي لقد نظمنا هذا اللقاء ووددنا من هذه التظاهرة تعليم الطفل التربية والنظام الغذائي السليم، بالإضافة الى كيفية تعاطيه مع حقن الانسولين، لكن النصيحة التي اعتبرها أعظم هي التي نقدمها للمجتمع الجزائري بصفة خاصة وهو ان يعملوا بشعار '' لنغير من داء السكري، وخلاصة القول يجب ان نعيشوا سوية مع داء السكري رغم اننا لسنا مصابين بالمرض وهذا هو الهدف التربوي وهو محاولة لان يكون المريض هو طبيب نفسه بنفسه وان يعلم هذا الأخير انا لا فرق أصبح بيننا فنحن ننتج السكر من البنكرياس وهو ينتجه من حقنة الأنسولين، ولذلك نحنا هنا مع بعض نأكل مع بعض ونحافظ على أجسامنا بالرياضة والمشي الأخصائية النفسية حليمة : التجربة ناجحة وآثارها إيجابية تقول الأخصائية السيكولوجية الآنسة حليمة التي كلفت بالسهر على التعامل مع الأطفال في إقامتهم، أن هذا البرنامج كان جد ناجح، نظرا لأنه مكن من ملاحظة نفسية الطفل وانعكاسات سلوك وتربية الآباء على هؤلاء الأطفال، وأكدت أن مؤسسة نوفونورديسك قد ركزت على فئة الأطفال وهذا بتجميعهم في مكان واحد من اجل متابعة سلوكاتهم وإيصال لهم طرق التعلم وتلقي بها الكيفيات التي يمكن بواسطتها أن يصبح يعتمد على نفسه، كما اننا نحن ايضا نستفيد كثيرا من خصائص سلوكات الطفل وكل حالة لها خصوصيتها. وحين سألناها على انعدام المعلومات حول إصابة الأطفال بداء السكري، أكدت المتحدثة أن المرض موجود منذ زمن وهو مشكل يخص الصحة العمومية مثله مثل الكثير من الأمراض التي تصيب الأطفال والكثير لا يعلم بها. وعن الهدف من هذه الأيام، تؤكد المتحدثة ان الهدف تربوي تعليمي، وتقول '' أن الطفل سيتعلم الكثير من الأشياء والتي لا يمكن له ان يتعلمها في مكان آخر''، وتضيف المختصة الآنسة حليمة ان الفكرة قد تمرر للطفل عبر العديد من الأنشطة كالمسرحيات والرياضة كالسباحة ولعب الأدوار والمشاركة في الحصص التربوية، حيث يمنح معلومات ويطلب منه تطبيقها في الميدان وهذا من اجل ترسيخ أكثر السلوكات السوية والايجابية كقياس نسبة السكر وهناك أشياء خاطئة نحاول إصلاحها لان الطفل وكما تعلمون يقلد الإنسان الكبير وبهذا يصبح الطبع ملازم له على مدى حياته. الشاب عامر عازيرو سفير مؤسسة نوفو نورديسك لمرضى السكري في جيجل: أمالنا منصبة على تفعيل مكتب الجمعية الولائية لمرضى السكري في جيجل اكد الشاب عامر البالغ 21 سنة والذي يدرس علم السيكولوجية والذي يمثل فئة الشباب كسفير لمؤسسة نوفو نورديسك على أهمية الإقامة الخاصة بالأطفال في مدينة زيامة المنصورية، مشيرا إلى أن التحدي الكبير والرهان المستقبلي يتمثل في خلق العديد من الجمعيات المحلية الهادفة لتحسيس ومساعدة مرضى السكري على مستوى ولاية جيجل التي لحقها ضرر كبير جراء سنوات الإرهاب التي ضربت المنطقة والتي أثرت على كافة مناحي الحياة ومن بينها الحالة النفسية التي تسببت للكثير في تفاقم مرض السكري حتى بالنسبة لفئات الأطفال . وقال المتحدث انه يأمل أن يشارك جميع زملائه عبر الوطن كسفير وكمريض يمثل فئة الشباب الحاملين لمرض السكري، ان يشاركهم في الحملة التحسيسية للوقوف على الآثار السلبية التي تزيد من تفشي داء السكري، داعيا للضرورة التشخيص المبكر والوقوف على اخذ وجبات صحية ومتزنة والابتعاد قدر المستطاع على تناول السكريات والنشويات بإفراط، دون نسيان دور الرياضة والمشي وهي أشياء قال أنها انعكست على حياتنا وقلصت من معانتنا مع المرض. الدكتورة حمري ياسمينة مختصة في التغذية ومربية -قسنطينة.. 80 بالمائة من مرضى السكري غير مؤمنين اجتماعيا قالت الدكتورة ياسمينة حمري في حديث لها مع '' الحوار '' أنها مرتاحة لهذا اللقاء الذي جمعها مرة أخرى مع أطفال من الجهة الشرقية للوطن، وقالت أن الاستفادة قد كانت كبيرة من خلال التعامل مع هذه الفئة وطريقة تعاملها مع مرض السكري، وأكدت كغيرها ممن تحدثنا معهم على أهمية المناسبة في تعلم الطفل للاستقلالية في هذا الإطار. ودعت المتحدثة للضرورة تحسيس السلطات بالقيام بمثل هذه المناسبات، مشددة على ان مؤسسة نوفونورديسك ليست قادرة على القيام لوحدها بهذه المهمة، ومشيرة الى ضرورة نشر التوعية اكثر فأكثر حيث حملت وسائل الإعلام دور بارز في إطار هذه المهمة. ونبهت المتحدثة إلى نقطة اعتبرتها في غاية الأهمية وهي أن 80 بالمئة من مرضى السكري بالجزائر غير مؤمنين اجتماعيا وهو ما يزيد من معاناة المرضى وعائلاتهم. الدكتورة عزيزة ساعي طبيبة مختصة في الطب الداخلي- قسنطينة تحديات ونصائح للمرضى وتوصيات بالتزام الرياضة تحدثت الطبيبة ساعي عزيزة مع '' الحوار '' على الكثير من التحديات التي يواجهها مريض السكري وقدمت لنا الكثير من النصائح المتعلقة بضرورة القيام بالنشاطات الرياضية، كما نبهت لضرورة ان تلعب الجمعيات لدورها في هذا الإطار، وأكدت أن الجزائريين مقبلون بشراهة على الأغذية السريعة وتناول الدهون بشراهة يضاف له نقص الحركة وهي كلها أمور غير صحية. الدكتورة عزيزة تحدثت أيضا رفقة الدكتور هوادف عبد الكريم من باتنة والدكتور سليم عجابي من مستشفى قالمة على الأجهزة الجديدة التي يمكن أن تقلل من معاناة مريض السكري ومن بينها جهاز البنكرياس الاصطناعي والذي بدأ تعميمه في أوروبا والذي يمول من صناديق الضمان الاجتماعي، كما تحدثوا على ضرورة مساعدة الطفل على التحرر ذاتيا من معاملة والديه التي يمكن أن تنعكس سلبيا إذا فاقت الحدود، لكن على العموم فقد سجلت . الدكتور بوخفصة فريد.. طبيب الطفل المصاب بداء السكري سيستفيد كثيرا من هذه التجربة يوضح الدكتور بوخفصة ل ''الحوار'' أن هذه التجربة الفرنسية في الأصل، سيتفيد منها الأطفال المصابين بداء السكري، لأنها توفر لهم فرصة اللقاء في جو بعيد عن الضغط النفسي، ويمكن للمريض أن يحقق واحد من أحلامه في التمتع بالشمس والبحر والتعود على الاعتماد على نفسه بعيدا عن الخوف والأرق، وأكد أن المناسبة مكنت بالوقت ان نمرر للطفل أفكار، لم يكن ليتعلمها طيلة عمره وكان يمكن ان يكون ضحية لسلوك خاطئ.وأكد المتحدث ان الأطفال استفادوا كما استفاد هو كطبيب من التعامل مع الأطفال، حيث أمكن له تفهم سلوكاتهم -الانطوائية- التي تدفع للهروب من الآخرين، وإظهاره للعنف نتيجة إحساسه بالضعف بالمقارنة بالآخرين. إضافة إلى هذا فقد ضمن لها ان تلك الأيام مكنت الأطفال من يتحرروا من جو العائلة وغيروا من نظرة الأطفال كما الأولياء لبعضهن البعض.