وكأننا نعيش على عتبة حرب عالمية ثالثة سيذهب فيها ''المليح والدوني''، أسرار صار يكشف عنها بين الحين والآخر، دوخت العالم ولا تزال تفعل، وقريبا جدا سنسمع عن جديد ''ويكيليكس'' في الجزائر، فماذا يخبئ القدر لنا يا ترى؟؟ البعض يتساءل بشدة، ما هو جديد '' ويكيليكس'' يا ترى، هذا الذي صار الجزائريون صغارا وكبارا، تقريبا جلهم يعرفونه، ويتحدثون عنه، فكيف حدث هذا ؟؟، وإذا حدث واهتم الجزائريون بأمر ما، فهذا يعني أنه ذا أهمية قصوى، ولا غرابة، فالجزائري ''يقرى للدنيا حساب''. ونحن نتوقع جديد ''ويكيليكس'' صرنا وكأننا ننتظر حلقة من حلقات مسلسل تلفزيوني تعودنا على انتظار جديده، فيه من الدراما ما فيه، من الهزل والنكت و''الفرفشة'' أيضا ما فيه، فيه من ''السوسبانس'' والخوف والضجر ما فيه، عموما أخبار تأتينا وتتوالى علينا وكأننا في عالم من دراما خيالية'' فيكشن'' أو ''أكشن'' على الطريقة البوليسية، تحقيقات مكشوفة ومفضوحة وأخرى استثنائية، بقدر ما هي ربما صحيحة بقدر ما فيها من ''الغرابة'' والطرافة ما فيها. ''ويكيليكس'' هذا الموقع الفاضح الكاشف، الذي أخلط أوراق الساسة والحكام، ''بهدل'' الكثير والكثيرين، وراح البعض يتوقع أن تحدث خرجاته المتوقع الإفصاح عنها قريبا جدا ''أزمات نفسية'' لدى البعض والبعض الآخر، وربما أزمات ''دراماتيكية'' و''تراجيدية'' قوية. حسب ''ويكيليكس'' ربما سنكون نحن من فجرنا العالم وتسببنا في أزمة الاقتصاد العالمي، أو ربما قد نكون نحن من ألهبنا العالم بقضايا الإرهاب، بل وقد يكون الجزائريون هم من تسببوا في زلازل وأعاصير العالم، أو قد تكون انفلونزا الخنازير وقبلها الطيور وما سيأتي من أنواع أخرى كلها بسببنا، فنحن الجزائريون وما أدراك ما الجزائريون. ''ويكيليكس'' الذي صار يرعب الجميع، يقال إنه تسبب في أزمة دبلوماسية عالمية لا نظير لها، مادام يكشف أوراق الحكام والساسة، وما من دولة عربية وأجنبية إلا و تقفى عوراتها، فصارت إنجيلا ميركل المٍرأة الحديدية غير مبدعة، والعقيد القذافي صار رجلا ضبابيا غريب الأطوار، أما ميديفيديف فهو ذاك ''التابع'' لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين بل وصل ب''ويكيليكس'' الحد حتى إلى تلقيبه ب ب''الكلب ألفا''، أما قادة مصر والأردن والإمارات وحتى السعودية، فلم يسلموا من ''وكيليكس'' جملة وتفصيلا. فغير معقول ذاك الذي يحدث منذ فترة مع أخبار الساسة، بعدما سرب ''ويكيليكس'' أزيد من 250 ألف رسالة دبلوماسية أمريكية جلها من الوثائق السرية، فبماذا يحتفظ أيضا ''ويكيليكس'' عن الجزائريين من سرية يتوقع كشفها. استمرار الكشف عن أسرار الدول وحكامها، صار أمرا فظيعا للغاية، خشية أن تتأزم الأوضاع أكثر فأكثر، لكن غير المعقول والذي حير العالم بأسره، كيف لقادة الولاياتالمتحدةالأمريكية بخبرائها وجنرالاتها ورجالها السريين ومكاتب التحقيقات الفدرالية التي تحتويها والعاملين في الاستخبارات، وعقولها وأدمغتها وكل ما تعودنا على رؤيته في الأفلام الأمريكية من قدرة فائقة على التحري والتحقيق، ليس بإمكانه اليوم أن يوقف موقعا الكترونيا يدعى''ويكيليكس'' يعمل على تخريب العالم وبناه الدبلوماسية، أيعقل أن لا تتمكن أمريكا بأرمادتها القوية على تفكيك هذا الموقع أو على الأقل قرصنته والانتهاء منه نهائيا بضربة واحدة. متحدث باسم البيت الأبيض قال إن ما يحدث خطير، كونه سيؤذي لا محال كل الناس الذين طلبوا من الولاياتالمتحدةالأمريكية المساعدة لنشر الديمقراطية، كلينتون بدورها، قالت إن نشر معلومات كان يفترض أن تبقى سرية، أمر خطير، وسنتخذ خطوات لمحاكمة من سربوا تلك المعلومات، فنشر مثل هذه الوثائق يعد هجوم على مصالح الولاياتالمتحدة مع دول العالم، لكن شيئا من ذلك لم يحدث، فلا الموقع أوقف، ولا مؤسسيه توبعوا، ولا الوثائق السرية وضع لها حد، وكأن هناك رغبة عميقة في بقاء الحال على وضعه، ما دام الجميع صار يلعب في''المكشوف''. ما يحدث من كشف للمكشوف و''المخبي''، وكأنه لا يزعج إطلاقا أمريكا، بقدر ما يثير مخاوف قادة الدول التي ذكرت في تقارير ''ويكيليكس، وانفضح أمرهم الواحد تلوى الآخر، فهل يعقل أن يذكر اسم الجزائر قريبا. نتوقع أن تثير الأحداث الأخيرة التي جمعت بيننا ومصر، اهتمام ''ويكيليكس''، وقد تهتم سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بمسيحي الجزائر، ولربما يذهب الأمر إلى أبعد من ذلك، فملف ''الحركى'' قد يثير اهتمام ''ويكيليكس''، وقد نصبح حسب ذات الموقع''ويكيليكس'' لا قدر الله البلد الذي لم يرفض لإسرائيل أمرا واحدا، بل نحن من دعمناها في حروبها السابقة والقادمة. الحقيقة الحقيقة، والصراحة الصراحة، ما تذكره برقيات ''ويكيليكس'' لا أراه بتلك الحدة فلا غرابة في الأمر، ولا اعتقده تماما أمرا سريا للغاية، فلا سرية في ''حقيقة ما قيل عن الجميع'' حتى الآن، بل على العكس تماما، لا يخفى على أحدنا أن جميع هؤلاء الساسة امورهم مكشوفة منذ الأزل، وجميع تلك القضايا مطروحة ولا تزال تطرح ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن '' نخفي الشمس بالغربال''.