أكد الدكتور المنجي بن حمودة، رئيس فرع جربة ميدون ورئيس الملتقى العلمي الدولي الثالث عشر المنظم من قبل الفرع والمكتب الوطني للاتحاد التونسي لإعانة الأشخاص القاصرين ذهنيا، تحت شعار ''ماذا عن تأهيل المعوق عبر الترويح؟ انطلاقة بلا حدود''، في تصريح ل ''الحوار'' على هامش الملتقى، نجاحه في طبعته لهذه السنة بمشاركة 22 دولة بما يقارب 753 مشارك، وأوضح أن التوصيات التي خرج بها الملتقى من شأنها إعطاء دفعة للمعاقين ذهنيا في التعلم عبر الترويح. تناول الملتقى عدة مواضيع تمثلت أساسا في إقرار حق الطفل المعاق في الترويح باعتباره التوجه الجوهري للمشروع كغيره من الأسوياء، وركز على تكوين الإطارات من أجل إنجاح إعداد البرامج الترفيهية، فالهدف من هذا الملتقى الدولي هو ترسيخ فكرة اعتبار الترفيه نشاطا محوريا وعنصرا قارا ضمن منظومة تربوية متكاملة تشمل مختلف الفضاءات التي ينمو فيها الطفل سواء في مرحلة الطفولة المبكرة أو عند المراهقة، وكذا إلى تعزيز دور الأسرة كخلية أساسية في المجتمع للنهوض بقدرات ابنها ومنحه حقه في الترويح كشخص سوي. كما ركزنا على الوقاية من مظاهر عدم التكيف الاجتماعي ومظاهر التهميش والإساءة للطفل المعاق وضمان جميع حقوقه في كل ما يتعلق بالأنشطة الترفيهية، وتحقيق أعلى درجات المساواة بين الطفل السوي والطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتدعيم البرامج الموضوعية في الترويح كالمصايف مثلا والتفكير في برامج أخرى والرفع من مردوديته، إلى جانب الحرص على استنباط برامج جديدة وتصورات علمية. ويركز المحاضرون خلال الملتقى على أهمية وضرورة تكوين الإطارات وتدريبها في إعداد البرامج الترفيهية والتثقيفية والرياضية التي تتلاءم وقدرات هذه الفئة من الأطفال. وفي ردّه على سؤال ''الحوار'' حول التجارب المعروضة خلال المتلقى الممتد على مدار 3 أيام ما بين ,6 ,5 و7 فيفري الجاري، قال ''عرضت خلال الملتقى مجموعة كبيرة من جمعيات رعاية الأشخاص المعاقين من مختلف الدول العربية، الإفريقية، الأوروبية وشرق الأوسطية والأوروبية والأمريكية المشاركة في الملتقى خبراتها، في مجال الترفيه والترويح عن الأطفال المعاقين ذهنيا وطرق إدماجهم اجتماعيا. ومن بين التجارب التي تم عرضها تجربة التونسية البلجيكية في استعمال الحيوان كوسيط تربوي وعلاجي، وتجربة جربة في استعمال الرياضات البحرية للترويح عن المعاق وتأهيله. أما عن المحاور التي دار حولها النقاش، قال الدكتور بن حمودة إنه تناول 4 محاور رئيسية تصدرتها الثقافة من خلال التركيز على دور كل من المسرح والموسيقى والفنون بمختلف أشكالها، في الترويح عن الطفل المعاق ذهنيا. لتليها الأنشطة الترويحية الأخرى كالمخيمات والرحلات والمنافسات الرياضية والمهرجانات، وكذا الإعلام من خلال التركيز على وسائل التواصل المناسبة لتسهيل وصول المادة الإعلامية للأشخاص ذوي الإعاقة، والأهم من ذلك تفعيل دور الإعلام في ذلك. كما يتناول المشاركون في المحور الرابع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، عن طريق النهوض بالبرامج السياحية من خدمات وتسهيلات مقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتأهيل الأماكن العامة، وعرض نتائج الأبحاث المتخصصة في السياحة المستدامة وتأثيرها الاقتصادي من خلال مبادئ تكافؤ الفرص. وفي هذا الصدد أضاف الدكتور، قامت خلال اليوم الأول، الجمعية البلجيكية المشاركة بالملتقى بعرض تجربتها المميزة في العناية بالأشخاص المعاقين ذهنيا للترفيه عنهم من خلال استعمال الحيوانات الأليفة في مداخلة للأستاذ جون فارنمونت مدبر مدرسة لويس ماري ببلجيكا بعنوان ''استعمال الحيوان كوسيط تربوي وعلاجي''، إلى جانب التركيز على نقل الخبرة التونسية لبقية المشاركين في استخدام الأنشطة الرياضية، وفقا لمداخلة قدمها الأستاذ عفيف عمران بعنوان ''المعاق والرياضة البحرية''. فيما خصص اليوم الثاني من الملتقى لعرض التجارب الميدانية لكل من الشارقة، الكويت، قطر، تونس، ألمانيا، مصر، الأردن، لبنان، المغرب، الجزائر ممثلة بجمعية البركة لولاية باتنة، الجماهيرية الليبية، العراق، موريتانيا، والولايات المتحدةالأمريكية. وعن دعم الدولة التونسية لجمعيات مساعدة ورعاية الأشخاص المعاقين، أكد الدكتور المنجي بن حمودة أن الدولة قدمت مخطط التربية والتأهيل، كما تعمل على تحديث برامج خاصة بإدماج المعاقين ذهنيا اجتماعيا ومهنيا، وتقدم مساعدات هامة للجمعيات العاملة في حقل الإعاقة. وقال الدكتور، في رد على سؤال ''الحوار'' للمقارنة بين وضع الجمعيات المهتمة بشؤون الإعاقة في كل من الجزائروتونس، إن الجمعيات التونسية لا تعاني مشكل المقرات عكس ما هو سائد في الجزائر، حيث تعمل الدولة على توفير المقرات لجميع الجمعيات الراغبة في النشاط الجدي في هذا المجال.