أصدرت منظمة الصحة العالمية أول دليل عالمي يوفر معايير ومعلومات حول الطب التقليدي الذي لا يزال يعتبر مصدرا للرعاية الصحية بالنسبة لكثير من الناس في كل من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. ويعد الطب التقليدي كما عرفته المنظمة نتاج خبرة طويلة من المعرفة والمهارات والممارسات المبنية على النظريات والمعتقدات والتجارب التقليدية لعدد من الثقافات، مشيرة إلى أنه يستخدم في بعض المجتمعات منذ آلاف السنين. وفي هذا الشأن قالت مارى بول كينى المديرة العامة المساعدة للابتكار والبحوث والمعلومات بمنظمة الصحة العالمية ''إن العديد من الدول قامت بصياغة معايير وطنية لتصنيف الطب التقليدي لكن لا يوجد منبر عالمي يسمح بتنسيق البيانات لأغراض الإحصاء ومعرفة الممارسات العملية والأوبئة''. من جهة سيخصص موقع على شبكة الأنترنت لمشروع التصنيف الدولي للطب التقليدي من أجل السماح للمستخدمين في أنحاء العالم بتوثيق الشروط والمفاهيم المستخدمة في هذا العلاج البديل. وفي هذا الإطار تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية أنه في أفريقيا 80 بالمئة من السكان يستخدمون الطب التقليدي للرعاية الصحية الأولية، إذ 60 بالمئة من الأطفال الذين يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة الناجمة عن الملاريا يتم استخدام الأدوية العشبية لهم في المنزل، كما قدرت منظمة الصحة العالمية أنه في العديد من البلدان الأفريقية تتم أغلبية الولادات عن طريق القابلات التقليديات. من جهة فإن منظمة الصحة العالمية تبذل جهودا في تعزيز الطب التقليدي لأنه آمن وفعال وبأسعار معقولة، وقد أطلقت إستراتيجية شاملة للطب التقليدي عام 2002 تم من خلالها تصميم لمساعدة البلدان على تطوير سياسات وطنية لتقييم وتنظيم الممارسات وفق خرائط موضوعية.