تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ أكثر من 75بالمائة من سكان البلدان النامية الذين يعانون من الاضطرابات النفسية والعصبية والاضطرابات الناجمة عن تعاطي المواد المسبّبة للإدمان، بما في ذلك نحو95 مليوناً من المصابين بالاكتئاب، وأكثر من 25 مليوناً من المصابين بالصرع، لا يستفيدون من أيّ شكل من العلاج أوالرعاية. وعليه فإنّ منح نظام الرعاية الصحية الأوّلية القدرة على تشخيص حالاتهم وعلاجها من الأمور التي ستسهم بقدر وافر في زيادة عدد المستفيدين من خدمات الرعاية. تعرف منظمة الصحة العالمية الصحة النفسية بأنها حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة والتكيّف مع حالات التوتّر العادية والعمل بشكل منتج ومفيد والإسهام في مجتمعه المحلي. ويتجلى البعد الإيجابي للصحة النفسية في تعريف الصحة الوارد في دستور منظمة الصحة العالمية: ''الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرّد انعدام المرض أوالعجز.'' وبالمناسبة قالت الدكتورة علاء العلوان، المدير العام المساعد المسؤول عن دائرة الأمراض غير السارية والصحة النفسية بمنظمة الصحة العالمية، ''إنّ تحسين خدمات الصحة النفسية لا يتطلّب الأخذ بتكنولوجيات متطورة وباهظة التكلفة. بل ما يجب القيام به هوزيادة قدرة نظام الرعاية الصحية الأوّلية على توفير مجموعة متكاملة من خدمات الرعاية.'' والجدير بالذكر أنّ رُبع الناس في جميع أنحاء العالم سيُصابون بحالة مرضية نفسية في مرحلة ما من حياتهم. وكثيراً ما يعاني المصابون باضطرابات نفسية وعصبية واضطرابات ناجمة عن تعاطي المواد المسبّبة للإدمان من الوصم ويتعرّضون للإهمال والإيذاء. والمُلاحظ أنّ الموارد المتاحة غير كافية ولا تُوزّع بإنصاف ولا تُستخدم بكفاءة. فلا يُنفق على الصحة النفسية، في معظم البلدان، سوى أقلّ من 2 من مجموع الموارد المخصّصة للصحة. ونتيجة لذلك لا تستفيد الغالبية العظمة ممّن يعانون من تلك الاضطرابات من أيّة رعاية على الإطلاق. ونظمت منظمة الصحة العالمية أمس الأول السبت الموافق ل 10 أكتوبر احتفالها السنوي باليوم العالمي للصحة النفسية، والذي يهدف لتنمية الوعي العام بقضايا الصحة النفسية. والغرض من هذا اليوم كما ذكرت المنظمة في بيان لها على الموقع الإلكتروني هو إجراء مناقشات أكثر انفتاحاً بشأن الاضطرابات النفسية وتوظيف الاستثمارات في خدمات الوقاية والعلاج، وتطالب المنظمة من الجميع التصدي لمشاكل الصحة النفسية التي تصيب من يعانون من أمراض بدنية مزمنة، كما يجب توفير خدمات الرعاية البدنية لمن يستفيدون من خدمات الصحة النفسية، وذلك في إطار رعاية متكاملة ومستمرة.وبمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية،أصدرت منظمة الصحة العالمية، في السابع من أكتوبر هذا العالم، دليلها الخاص بالتدخل من أجل تضييق الفجوات في مجال الصحة النفسية، علماً بأنّ ذلك التاريخ سيوافق أيضاً بداية مرحلة التنفيذ. جدير بالذكر أنّ الصحة النفسية جزء أساسي لا يتجزّأ من الصحة العامة، حيث يعانى أكثر من 450 مليون شخص من اضطرابات نفسية، وهناك الكثير ممّن يعانون من مشاكل نفسية. ''الصحة حالة من اكتمال السلامة بدنيا وعقليا '' ويتجلى البعد الإيجابي للصحة النفسية في تعريف الصحة الوارد في دستور منظمة الصحة العالمية: ''الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز''. ويسلّط ملف الحقائق هذا الأضواء على الجوانب المهمة للصحة والاضطرابات النفسية. وتشمل الصور رسوماً أنجزها أطفال شاركوا في المسابقة العالمية التي نظمتها منظمة الصحة العالمية في مجال الصحة النفسية في عام .2001 وستعمل منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الشركاء، على توفير الدعم التقني اللازم للبلدان لتمكينها من تنفيذ المبادئ التوجيهية وقد شرعت، فعلاً، في الاضطلاع ببرنامج لتعزيز خدمات الرعاية في ستة بلدان هي إثيوبيا والأردن ونيجيريا وبنما وسيراليون وجزر سليمان. وقال الدكتور شيكار ساكسينا، مدير إدارة الصحة النفسية وتعاطي المواد المسبّبة للإدمان بمنظمة الصحة العالمية، ''سيمكّن هذا البرنامج الممرضين في إثيوبيا من التفطّن، في عملهم اليومي، إلى من يعانون من الاكتئاب وتوفير ما يلزم من المساعدة النفسية الاجتماعية. كما سيتمكّن الأطباء في الأردن والمساعدون الطبيون في نيجيريا من علاج الأطفال المصابين بالصرع. وكلا المرضان من المشكلات الشائعة التي تُواجه، عادة، في مرافق الرعاية الصحية الأوّلية، دون أن يتم الكشف عنها أوعلاجها بسبب نقص المعارف والمهارات اللازمة لدى القائمين على خدمات الرعاية الصحية''. وسيساعد الدليل العملي على تعزيز خدمات رعاية المصابين بالاضطرابات النفسية والعصبية والاضطرابات الناجمة عن تعاطي المواد المسبّبة للإدمان، وتلك هي الغاية التي ينشدها برنامج عمل المنظمة الخاص بسد الفجوات في مجال الصحة النفسية. وقد أبدت عدة جهات شريكة في ذلك البرنامج، منها الدول الأعضاء ووكالات الأممالمتحدة والمؤسسات البحثية والجامعات والوكالات المتعدّدة الأطراف والمؤسسات والمراكز المتعاونة مع المنظمة والمنظمات غير الحكومية، موافقتها على مساعدة المنظمة في الدعوة من أجل تحسين الرعاية الصحية النفسية والخدمات ذات الصلة في البلدان النامية. وتناشد منظمة الصحة العالمية، عبر البرنامج المذكور، الحكومات والجهات المانحة وأصحاب المصلحة في مجال الصحة النفسية التعجيل بزيادة التمويل وتعزيز خدمات الصحة النفسية الأساسية من أجل سدّ فجوة العلاج الهائلة.