يبدو أن تخصيص جميع أيام السنة للقضية الفلسطينية قتلها في المهد، وجعل من معتنقيها والمتعاطفين معها ''يستطبعون'' من التطبيع هذه الحالة، كما استطبع وطبّع الكثير من العرب مع دولة الكيان الصهيوني، حتى وصل الأمر إلى الأفق المسدود سواء عند الممسكين بتلابيب القضية أو على مستوى المتلاعب بهم ذات اليمين وذات الشمال. وبهذا المنطق الذي جعل من الرئيس أبي مازن يهدد بحل السلطة الفلسطينية في رسالة واضحة وقوية إلى دولة الاحتلال الصهيوني ومن يقف وراءها، وفي رسالة اعتراف أخرى ربما لم يلقي لها الرئيس عباس بالا وهي أن هذه السلطة في خدمة الاحتلال وإلا كيف يهددهم بحلها؟ المهم من كل الفسيفساء السابقة بعد عقدين من الزمن على مهزلة أوسلو كما سماها الكثيرون يكشف فخامة الرئيس عباس عن سلاح فتاك يضاهي في قدرته التدميرية صواريخ العباس والحسين العراقية أيام الزمن الجميل أو غير الجميل للرئيس الراحل صدام حسين، ويا ليته ما قصف دولة الكيان الغاصب بالعباس الذي جعلت منه إسرائيل صويرخا لتمييع القضية الفلسطينية. ومهما يكن فحري بنا الاستفادة من التجربة الشيعية -خارج زواج المتعة طبعا- التي جعلت من عاشوراء يوما سنويا للتباكي على الحسين رضي الله عنه ولعن أعدائه، لنستحدث يوما سنويا واحدا ووحيدا للقضية الفلسطينية على شاكلة عاشوراء للتباكي ولعن أعداء القضية التي ماتت عندنا وتزوجها الكثيرون متعة بعد أقل من ستين سنة، ولم تمت عند الشيعة بعد أكثر من أربعة عشر قرنا.