أكد وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي حول مشاركة الجزائر في مشروع ''ديزرتيك'' قائلا ''نعمل سويا في مجال الطاقات المتجددة سواء مع الألمان أو مع شركاء آخرين فور تحديد برنامج بشكل دقيق''. وفي هذا الصدد، اعتبر المحلل الاقتصادي بشير مصيطفى على أن الجزائر أبدت ليونة خلال شهر ديسمبر الجاري للانخراط في مشروع ''ديزرتيك'' لتزويد أوروبا بالكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية والرياح بعدما تم الاتفاق على أرضية قائمة على شراكة حقيقية مبنية على مبدأ الاندماج الصناعي وليس فقط نقل الطاقة سواء كانت القديمة والمتجددة. وأبرز بشير مصيطفى في تصريح إذاعي التفاؤل الأوروبي وعلى رأسها ألمانيا للانطلاق في مشروع ''ديزرتيك'' خاصة بعد النية الإيجابية التي أبدتها الأطراف المهمة للمشاركة في هذا المشروع من دول جنوب المتوسط وخاصة الجزائر التي تعد المحور الأساسي، إلى جانب استعداد الطرف الألماني إلى تحويل التكنولوجيا إلى منطقة جنوب المتوسط. وأرجع المتحدث العراقيل التي عطلت إنجاز هذا المشروع الذي يضم نحو 20 شركة عالمية من بينها مجمع ''سيفيتال'' إلى أسباب فنية تتعلق بالتكلفة الباهظة للمشروع حيث تقدر تكلفة إنجازه ب 560 مليار دولار أي ما يوازي 400 مليار أورو، إلى جانب أنه يحوي تكنولوجيا جد متطورة تتمثل في استخدام محركات ذات جودة عالية. وأضاف أن الجزائر لا تملك هذه التكنولوجيا ولذلك يبقى الانطلاق الفعلي في تجسيد هذا المشروع مرهونا بمدى قدرة الطرف الأوروبي على تمكين الجزائر من حيازة هذه التكنولوجيا، مشيرا إلى أن الجزائر لا تمتلك حاليا مزايا تنافسية في مجال الطاقات المتجددة. وأبرز مصيطفى في معرض حديثه عن إمكانية نجاح هذا المشروع أنه ليس من السهل تطبيق ''ديزرتيك'' الذي لا يعد مشروع الغد، وإنما يتطلب تنفيذه قرابة 40 سنة أي بحلول 2050 نظرا للتكنولوجيا العالية التي يجب على الجزائر أن تتمكن من حيازتها، وكذا نجاح التفاوض مع أوروبا على قاعدة تقاسم المنافع للانخراط في مسعى الشراكة على أساس تحقيق الأمن الطاقوي بين ضفتي المتوسط في مجال الطاقة البديلة. وللإشارة، فإن الجزائر تسعى من خلال المخطط الوطني القائم حاليا على نسبة 5 بالمائة على بلوغ نسبة 20 بالمائة في مجال توليد الطاقة الشمسية في آفاق 2025 لتنتقل بعد ذلك إلى مرحلة تصدير هذه الطاقة.