دعا الخبير الاقتصادي فارس مسدور إلى إنشاء ديوان وطني للزكاة يرافق صندوق الزكاة في تحصيل أموال المحسنين الذي يخرجون زكاة الحول، مشيرا إلى أن نموذج الزكاة بالجزائر قدم الجديد وهو يحتاج فقط إلى تنظيم مؤسساتي وتسيير جيد. وتوقع المتحدث، أمس، في تصريح للقناة الإذاعية الأولى أن مبلغ الذي سيجمعه صندوق الزكاة لهذا الموسم سيصل إلى 60 مليار سنتيم، مرجعا أسباب تدني الحصيلة من سنة لأخرى الى المستثمرين ورجال الأعمال الجزائريين الذين يفتقرون للثقافة الزكاتية. وقال في هذا الشأن إن ''الثقافة الزكاتية شبه منعدمة لدى رجال الأعمال.. إنهم يقدمون الزكاة فقط في الأعياد والمواسم الدينية من أجل إظهار سمعتهم داخل المحيط والبيئة الاجتماعية التي يعيشون فيها''. وفي هذا السياق، أشار ذات المتحدث إلى العمل الدؤوب والحملات التحسيسية والتوعوية التي يقوم بها العمال المحاسبون من أجل تثقيف تلك الفئة، مضيفا أن الذين يثقون في صندوق الزكاة هم صغار المزكين وليس المستثمرين، لأن المتعاملين الاقتصاديين يضعون في الحسبان دفع الضرائب وليس الزكاة، مشيرا يقوله ''دفع الضرائب لا يعني دفع الزكاة ... يجب فرض الزكاة على الصناعيين''. من جانب آخر يتعلق بالفوائد المترتبة عن جمع الزكاة في حساب وطني، أفاد المتحدث أن أكثر من 3 آلاف عائلة استفادت من أموال صندوق الزكاة على مستوى العاصمة لوحدها، مضيفا أن ظاهرة الفقر بالجزائر جد معقدة ومتشعبة نظرا لتزايد عدد المحتاجين في المناسبات الدينية بشكل لافت للانتباه. ووفقا للأرقام والمعطيات التي قدمها الخبير الاقتصادي فإن الجزائر أحصت سنة 2005 أكثر من 150 ألف عائلة حصلت على زكاة الفطر، بالإضافة إلى 30 ألف عائلة أخرى استفادت من أموال صندوق الزكاة و120 ألف شاب استفاد من تمويل القرض حسن. وحسب فارس مسدور فإن صندوق الزكاة بإمكانه أن يحقق نتائج ملموسة من المنتظر أن يصل إلى تخصيص نحو 10 آلاف دينار لنصف مليون عائلة، وتمويل مشاريع الشباب التي من شأنها خلق ما يزيد عن 60 ألف منصب شغل. وفي سياق مغاير، كشف الخبير الاقتصادي عن تنظيم ملتقى دولي بقطر تحت شعار ''عالمية الزكاة'' سيعقد شهر فيفري من العام الداخل، وهذا بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية أين سيناقش المشاركون فيه العديد من القضايا خاصة قضية صندوق الزكاة العالمي.