كشف منظم صندوق الزكاة والخبير في الاقتصاد الإسلامي السيد فارس مسدور أمس ل ''المساء'' عن شروع الصندوق رسميا في جمع الزكاة منذ خمسة أيام عبر أزيد من 15 ألف مسجد متواجد على مستوى الوطن، ليتم توزيعها يومين قبل عيد الفطر وفقا لما نصت عليه الشريعة الإسلامية وأكد المتحدث أن المبلغ الإجمالي الذي سيتم جمعه هذه السنة سيفوق 35 مليار سنتيم بالنظر إلى عدد الجزائريين المفروضة عليهم الزكاة، مضيفا أن المبلغ يشهد ارتفاعا من سنة إلى أخرى، حيث وصل المبلغ الإجمالي للزكاة السنة الماضية 32 مليار سنتيم والسنة التي قبلها 23 مليار سنتيم، مشيرا إلى أن المبالغ التي سيتم توزيعها على الفقراء سوف تتراوح ما بين ثلاثة ألاف إلى خمسة ألاف دينار بالنسبة للعائلة الواحدة وقد يرتفع هذا المبلغ في المناطق الفقيرة. ودعا السيد مسدور وسائل الإعلام والأئمة والمجتمع المدني إلى القيام بحملات إعلامية قوية خاصة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الكريم بالمساجد التي من شأنها أن تقنع أكثر من 14 مليون جزائري يقصدون المساجد في كل يوم جمعة لإنجاح العملية وبالتالي تأثيرها سيكون أقوى والرسالة تكون أوضح. وكانت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف قد وجهت تعليمة إلى جميع مديرياتها عبر ولايات الوطن، تخطرها فيها بقرار اللجنة الفقهية حول قيمة زكاة الفطر المحددة ب100 دينار عن كل فرد، لتنظيم عملية جمعها داخل المساجد من قبل لجان مشكلة من المصلين المعروفين بنزاهتهم وحسن أخلاقهم وتحت إشراف الأئمة. ووضعت الوزارة مجموعة من الترتيبات بخصوص تحصيل أموال الزكاة في المساجد، حيث قررت تشديد الرقابة في سير العملية وهذا تجنا لأي تجاوز أو تلاعب. وقررت الوزارة الوصية تجديد إجراءات مهام الإمام واللجنة الدينية بإمضاء محاضر عن الأموال التي جمعت وإعداد المسؤول الأول عن المسجد تقرير يرسله إلى المصالح المختصة في حال حدوث أي تجاوز في هذه العملية. وكان بعض المواطنين يبدون تحفظا من دفع أموال الزكاة، مخافة أن لا تصل إلى مستحقيها من الفقراء والمعوزين وهذا بعدما تم تسجيل العديد من التجاوزات فيما يتعلق بصندوق الزكاة في الأعوام الماضية، كما أقر بذلك في وقت سابق السيد بوعبد الله غلام الله، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، ولهذه الأسباب تم وضع مجموعة من الإجراءات المتعلقة بفرض وتشديد الرقابة على عملية جمع المال في المساجد. يشار إلى أن أموال الزكاة لا تبقى في المساجد بتعليمة من وزير الشؤون الدينية والأوقاف ،إذ يتم حسابها وجردها من قبل الإمام وأعضاء الصندوق نهاية اليوم ليتم الاحتفاظ بها قبل أن تودع في اليوم الموالي في الحساب الجاري لصندوق الزكاة مما ينفي عنها أي إمكانية للاختلاس، كما يخضع إلى تحقيق المفتشية العامة للمالية في أموال الزكاة، مثلما اعترف به وزير الشؤون الدينية في مناسبة سابقة. يذكر أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أعلنت أن زكاة الفطر عن شهر رمضان لهذه السنة قدرت ب100 دينار جزائري وهي قيمة صاع (2 كلغ) من غالب قوت البلاد، وكلفت الوزارة أئمة المساجد بالتعاون مع رؤساء اللجان الدينية المسجدية عبر الوطن بالشروع في جمع زكاة الفطر ابتداء من منتصف شهر رمضان على أن توزع على مستحقيها الذين أحصتهم لجان صندوق الزكاة يوما أو يومين قبل عيد الفطر المبارك، وذكرت أن زكاة الفطر تجب على كل مسلم ومسلمة صغير أو كبير غني أو فقير إن كان يملك ما يزيد عن قوت يومه يخرجه المكلف عن نفسه أو عن كل من تجب عليه كفالته.