تمر اليوم سبع سنوات بلياليها وأيامها على المنعطف التاريخي الذي أثر في مسار العلاقات الدولية، وحول بعض الأنظمة من الوجود إلى العدم، وحنط أخرى وسيّر الرعب إلى شعوب كانت آمنة مطمئنة تحت مسميات عديدة، تغري العطشان، ويرقص على أنغامها الصم والعميان، بعد أن قام مجموعة من الأعراب وفقا لرواية راعي البقر تضاربت الأنباء في موطنهم بين السند وطوررا بورا بالتبول على برجي التجارة العالمي في نيويورك في زمن الملك بوش الجمهوري، هذا الأخير الذي جيّش الجيوش، وقرع الطبول من أجل نشر الديمقراطية والحرية في العالم، وتحويل العرب العاربة من عبادة رب البيت العتيق إلى الطواف وعبادة رب البيت الأبيض. والجميل في قصة بوش العالم الجديد أن لها مناسبة وشبه مع بوش معروف في التاريخ، بوش الحبشة المكنى بأبرهة، الذي بنى كنيس ''القليس'' إحدى مفاخر القرن السادس الميلادي، متحينا الفرص وهو يفكر ويقدر كيف يحول هؤلاء الأعراب الوثنيين الذين يطوفون بالكعبة الحاوية لكل انواع الأصنام من اللات والعزي مرورا بهبل وآلهة اخرى، إلى الحج والطواف في بكنيسته في صنعاء، حتى جاءه أحد العُرْب الأعراب يتبول أو يتغوط على خلاف بين الروايات في أحد أقدس بقاع العالم نيويورك آنذاك ''صنعاء''، ويعطيه الحجة لقصف وضرب أقدس مقدسات العرب، وهي الكعبة. فبعد أن دُنست ''القليس'' قرر أبرهة السير بجيش عرمرم أوله فيل ضخم لم تر العرب نظيره قط، وآخره لا أذكر، قاصدا البيت العتيق، وهدم مكة على ساكينيها، وينشر الديمقراطية والحرية في أزقة وشوراع مكة، ويجبر سكنة مكة على تحويل وجهة صحونهم المقعرة أو الدشوش على رواية المشارقة إلى ''الهوت بيرد'' في صنعاء علي عبد الله صالح. والمفارقة في كل هذا ان أبرهة كان ديمقراطي البشرة وجمهوري الهوى الذي يتخذ من الفيل والفيلة رمزا ومعتقدا، بينما بوش القرن الواحد والعشرين أبرهي الهوى، وحبشي التفكير، استعاض بالفيلة، وعوضها بطائرات ''ب ''52 التي تدك الأرض دكا، حيث إنه لما قام بعض أعراب طورا بورا بتدنيس منهاتن، جيّش الرجل أسراب الطائرات والحيتان الحربية، فاحتل أفغانستان، ودك عاصمة الرشيد، وحاصر مهد الأموية، ونزع آخر الثياب عن الصوماليين بتحالف مقدس مع حلفاء أبرهة الحقيقي. ولم يكفه ماجسده خلال السبع الشداد من زرع للرعب والخوف في أرجاء المعمورة، حتى فاق شدة سنواته السبع الشداد ما أصاب قوم عزيز مصر بعدما فسر لهم نبي الله يوسف رؤيا السنابل والبقرات السمان والعجاف، بل أدى به الغرور إلى ''النخش'' في عش الدب الروسي، بعد أن حاول الجعل من ''ساكاشفيلي'' أبرهة القوقاز، وهو الذي أدى إلى فرملته كما فرملت الطير الأبابيل أبرهة الأشرم، مع الفارق طبعا. هذه اللعبة الأيلولية ''نسبة إلى 11 أيلول'' فضحت زيف فكر الفيلة المبشر به، بعد سنوات سبع شداد، فاق عدد الأمم التي أصاباها من سخط راكبها السبعة أيضا، وقربت منهاتن جغرافيا من ''القليس'' إن لم نقل كلمة ''دارجة'' صعبة، وبين المكانين أُبيدت شعوب، وهُجرت أخرى، لأجل تحويل حج العرب من البيت العتيق إلى البيت الأبيض، من طرف من يشتركان في تبجيل مريم العذراء، والاعتقاد بأولهية المسيح عليه السلام.