الغناء عند التوارق ضروري، كالأكل والشرب، لا يستغنون عنه ولا يقلعون عنه، فالتارقي يغني في بيته وفي طريقه لجلب الماء، وهو يمتطي جمله، يتغنى ليطرد الملل والنعاس في ليالي الصيف الرطبة حيث يحلو لهم السير بعد يوم من الحر القائظ، وكما الرجل كذلك المرأة، ففي جميع المناسبات تغني المرأة في الأفراح بجميع أنواعها وهي تعزف على آلة الإيقاع. (التيندي) نوع غنائي وترافق صوت الإمزاد الجميل وغناء التوارق حسب ظرف، إما غناء بالأمجاد والبطولات، وإما تشبيب بالحبيبة في الطرق الطويلة، أوغناء مناسبات يردد أشعارا وضعت قديما في موضوع المناسبة، وللتوارق مجموعة من الألحان المتعارف عليها يغنيها الأفراد في مناسباتها، والتارقي يتخذ من صحرائه تشبيهاته وأوصافه ولا يبتعد كثيرا عن صحرائه. آلة الامزاد عبارة عن قدح من الخشب، يربط على فمه جلد شاة ويخرج من طرفيه عودان يشد بينهما قضيب من شعر الخيل، كما يثقب الجلد ثقبين أو ثلاثة في الوسط، ويأخذون عودا على شكل هلال، ويربطون طرفيه بقضيب من شعر الخيل ''شعر الذيل'' ويدعكون الشعر ببعضه ويصدر صوتا جميلا يغيرون نبراته بتبديل أصابع اليد اليسرى حيث تكون اليد اليمنى منهمكة بالدعك، وهذه الآلة أشبه ما تكون بالربابة العربية أو الكمنجة الأوربية وهي من أجود الآلات الموسيقية، وهي شديدة التأثير على التوارق ولا سيما الرجال منهم، وتستعمل في الطرب والغناء الذي يؤثر في النفوس والعواطف وينقيها، وهذه الآلة يرافقها في السهرات غناء يتطرق الى مواضيع الحب والوحدة والغيب والخوف والحرب ليزيد من شجاعة التارقي ويشحذ همته، كما يجعل النفس تترفع عن كل ما يدنسها كالخيانة والخديعة والنميمة أو الكذب والسرقة وغير ذلك من العيوب والآفات الاجتماعية، إمزاد وجد أيضا للمحافظة على عذرية العلاقات العاطفية ونقاوتها، ويحضر سهراتها الممتعة أكثر الرجال شخصية وفكرا، حتى قيل إن الرجل الذي يستمع إلى إمزاد لن يقرب ما يحط من كرامته أو ينتقص من خلقه، وقيل ''حينما يتكلم الإمزاد يقل الكلام''، ويروى أن تين هينان قالت بأنها صنعت إمزاد من عرف جوادها ومن نبتة الأرض معجزة للرجال ذوي الأناقة والشهامة، وللإمزاد مكانة مميزة. وما هو معروف عن التارقي أنه يعشق الرقص، فهو يرقص إذا فرح ويرقص إذا غضب ويعالج مرضاه أيضا بالموسيقى والرقص ولكل مناسبة رقصاتها، فللمريض يرقصون وللعائد من السفر وللمولود وللعرس وللختان يرقصون وللحرب يرقصون وللمطر يرقصون ايضا. في حفلات الرقص، يرقص الجميع وحتى كبار السن تراهم يحركون رؤوسهم وأكتافهم في مجالسهم على أنغام الموسيقى وقرعات الطبل ويصرخون صرخاتهم المميزة. ومن موسيقاهم المحببة أيضا تزامارت، وهي قصبة صغيرة يعزف عليها الرجال بالنفخ وهي أشبه بالناي غير أن النغمات التي تصدرها هذه الآلة خاصة بالتوارق وتعزف هذه الآلة في ليالي السمر عندما يكون الرجال وحدهم في مراعي الإبل في الصحراء. هذه من بين الآلات الموسيقية التي يستعملها التوارق، آلة الطبل، لدلالتها الرمزية لأنها تعبر عن قيمة من قيم التوارق في توريث الحكم. التيندي تصنع آلة تندي من مهراس خشبي مصنوع لأجل تفتيت التمر والذرة.. الخ... حيث يوضع عليها جلد ماعز يثبت بواسطة قضيبين خشبين، تجلس عليهما امرأتان مؤديتان حركات تماشيا مع الإقاعات منظمة لآلة تندي، لذلك اخذ اسمها - اسم تيندي - يشارك في تندي الرجال والنساء بتصفيق وترديد الموال تماشيا مع القصائد التي تؤديها المغنية، وهي فرصة للتلاقي والتعارف والاحتكاك بينهم (العزاب والعازبات) بكل عفة ونزاهة. وتأخذ تندي أشكالا متنوعة منها: -تندي العادية: ويجلس فيها الرجال والنساء على شكل دائري، النساء من الداخل والرجال من الخارج أي على حافة الدائرة. وعادة تقام في الليل وقد يمتد سهرهم إلى آخر الليل. تندي-أن-اكرهي يتم انتقاء أجمل الفتيات في الحفل ويوضع فوق رأسها لحاف اسود من أنيلة يسمى ألشو، وهو كالخمار يدعى اكرهي، ويقوم احد الفرسان الممتطين الإبل بمحاولة اختطاف ذاك اللحاف من على رأس الفتاة، ومتى توصل إلى ذلك، طارده بقية الفرسان عدوا من اجل إعادة الخمار ألشو إلى صاحبته وبحركات درامية، ومن توصل إلى ذلك يحصل له الشرف ان يكون فارس أحلامها المفضل ويتقاسم بعيره معه الشرف والاعتزاز. كما أن أغلبية قصائد تندي تدور مواضيعها حول الحرب والحب والشهرة والكرامة والعطف والثار وغير ذلك من القيم. تزنغراهت رقصة الخناجر تزانغراهت وهي كلمة مشتقة من ''ازنغريه '' بمعنى التصويت بواسطة الحناجر، أو هي تلك المواويل يصدرها الراقصون، وهي عبارة عن أغاني تغنيها النساء ويرقص على ألحانها الرجال والتي تتناول مواضيع مختلفة، حيث تتم على شكل دائري وقوفا، النساء يشكلن دائرة او نصف دائرة وذلك بترديد الأغاني التي تغنيها الرئيسة وتدعى ''تماويت''، أما المرددات وراءها '' تساكبالين ''، فيصفقن ويرقص الرجال على ذلك بإصدار أصوات حناجرهم ''ازنغريه''، حيث يبلغ التأثير على الراقصين حد النشوة والإغماء. تهيقالت رمز العزوبية تهيقالت وهي آلة خفيفة على شكل دائري مصنوعة من الخشب وجلد الماعز تستعملها النساء في الأغاني، بينما يرقص الرجال على إيقاعها، ولما كانت تهيقالت تعني العزوبية فقد تتحمس للغناء المرأة التي في حاجة إلى السند والنصف الآخر، ومن ثم حمل هذا النوع من الأغاني كل معاني الرغبة وما في عش الزوجية من راحة واطمئنان. آليون... قصائد الأعراس وهي القصائد التي يتغنى بها في الأعراس وتتغنى بها النساء طيلة أيام التحضير وأيام العرس (سبعة أيام بلياليها) والتي تحمل معاني التنويه بالعرس وتوصية للعريس، وكذا الحديث عن القيم الاجتماعية التي يحملها العش الزوجي. إيسوات رقصة الشباب وهي رقصة يؤديها الشباب تحت أهازيج النساء (بدون آلات موسيقية )، حيث يدورون حول المغنية الرئيسة التي تدعى تماويت، أما بقية صديقاتها فيطلق عليهن تساكبالين، اما الرقصون من الرجال فيطلق عليهم ايماركضن، وكلمة إيسوات تأخذ معنى الفعل الحاصل بينهم، فإيسوات هي من كلمة اسوت والتي تعني الملاقاة والمحاصرة والمجابهة، يكون ذلك في مشهد درامي يرقص فيه كل شابين أو أكثر في حركات منسجمة ويتم ذلك بوضعية تعانقية بينهم. سبيبة وهي رقصة شعبية تجري فعالياتها بين فرقتين أو حيين في مدينة جانت وهما الميهان و زلواز، أما عن التسمية فقد نسبها العديد من المستجوبين الى نغمة الطبل. فلو آتينا الى وصف سبيبة فإننا نذهب إلى الكلام عن تيمولاوين التي تبدأ من مطلع شهر عاشوراء حيث تخرج النساء من المنازل ليلا، معلنات عن دخول سبيبة، ذلك بدق على الطبل، ويتم التجمع في مكان تيمولاوين، ويكون ذلك تحضيرا لليلتين، والتي تكون في اليوم العاشر في صباحه ومسائه، هده التحضيرات تتم في كل حي على حدة تحضيرا لليوم الموعود، وفي الليلة التاسعة والأخير من ليالي تيمولاوين يذهب الراقصون من زلواز إلى الميهان، والراقصون من الميهان إلى زلواز، أما عن اليوم العاشر فهو اليوم الاستعراضي المعول عليه حيث يستعرض كل راقص قدراته حتى يخرج في النهاية المنتصر.