كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: ''شيبتني هود وأخواتها''. وقد ذهب العلماء في تفسير هذا الحديث مذاهب في تفسيره ، وماهو السبب الحقيقي الذي جعله يشيب غير أن مجموعة كبرى من المفسرين قالوا: إنها الآية في هذه السورة التي يقول فيها الباري: ''فاستقم كما أمرت ومن تاب معك..'' والحقيقة أن الثبات على المبدإ أو الدين أو الفكرة من أصعب الأشياء على النفس البشرية، وذلك لأن الإنسان يحب بطبعه التغيير والتبديل . وأصعب شيء أن تلزمه إلزاما على شيء لا يتحول عنه ولا يتغير، ولذلك جاء الأمر هكذا : فاستقم كما أمرت ... لا كما تراه أو تتخيله، وجاءت آيات أخرى في السياق نفسه تحث المؤمنين جميعا لزوم العبادة حتى يأتي الموت زائرا، فيتوفى الإنسان على مامات عليه من التقوى والصلاح، فقال عز من قائل:''واعبد ربك حتى يأتيك اليقين''، وليس الأمر كما زعمه البعض من أن اليقين هو درجة من الإيمان إذا بلغها المرء سقطت عنه التكاليف، والعجيب أن هذا القول الذي قيل قديما ، تجد من يروج له الآن من مدعي التصوف ، وقد عانت الأمة كثيرا ممن روج لأفكار كانت قاتلة ومميتة، وكانت سببا في تأخر الأمة وتضعضعها، بل تصدرها ذيل الأمم. ثم إنها دعوة لمن تاب وأناب في رمضان أن يبقى على خطى الإيمان والصلاح بعد انقضاء هذا الشهر العظيم، فالأمر كما قال الحسن البصري: : ''إنما هي أيام تعد، وإنما أنتم ركب وقوف يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب، فانتقلوا بصالح مابحضرتكم، إن هذ الموت قد نغص على أهل النعيم نعيمهم فاطلبوا نعيما لا موت فيه'' .