البعض أسماها انتفاضة الجوع، آخرون قالوا هي انتفاضة ''الرغيف'' ، هناك من تحدث عن انتفاضة مدبرة، وآخرون عن لا انتفاضة ''أصلا''، بل أعمال طائشة واحتجاجات صبيانية، أبطالها شباب مراهق لا يعرف حتى سعر ''كيلو سكر''، راح يخرب في أملاك غيره بالسطو والتكسير والحرق، ورد آخرون بالقول كلا هي انتفاضة ''النيف و'' ليس الرغيف''، تأثر فيها شباب غاضب بالأسعار المرتفعة، هي نتاج حركية السوق الدولية، التي تكتوي تقريبا جل بلدان العالم بنيرانها، .. وبين هؤلاء وهؤلاء وقفنا مكتوفي الأيدي، ننتظر ما سيحدث، الفعل ورد الفعل، .. بين أزمة اقتصادية خانقة بدأت إشعاعاتها تلامس بلانا، وغليان كان سببه في اعتقادي تكرر المشادات بين المواطنين ورجال الشرطة منذ فترة بسبب ملف السكن في عدة مدن، نقف ننظر بحسرة إلى هذا التخريب الذي طال بعض مؤسساتنا الاقتصادية والتجارية، وحتى بعض الممتلكات الخدماتية، فما ذنب موقف الحافلات الذي كسر، وما ذنب لوحة الإشارات التي خربت، ثم ما ذنب الكثير من التجار الصغار الذين ذهبت ممتلكاتهم سدى .. الحكومة الجزائرية لم تنتظر طويلا لتقر باتخاذها إجراءات وتدابير سريعة صارمة ضد من تسببوا في الارتفاع المفاجئ لأسعار بعض المواد الغذائية، وأكدت على لسان مسؤوليها أن الوضعية ستعرف انفراجا بداية هذا الأسبوع.. حتى أن وزير التجارة أكد أن المشاكل التي تسببت في هذه الأزمة لاسيما الشروط الجديدة التي فرضت للتموين بالمواد الاستهلاكية الأساسية لدى تجار التجزئة و الجملة قد سويت، ونأمل أن لا تتكرر.. وأتساءل لماذا يتصرف البعض بهذا العنف الزائد، أشقائنا ''التوانسة''، ومنذ أزيد من أسبوع في احتجاج وطني عن ارتفاع وغلاء المعيشة، يعني '' كيفنا .. كيفهوم''، لكنهم ما وصلوا لما وصلنا إليه نحن بين ليلة وضحاها، ما خربوا وراحوا يسرقون أملاك جيرانهم، بل الظاهر أن عقلية ''كسر واهرب'' صارت السائدة وبامتياز بعد اندساس اللصوص و''الباندية''، فأين هو دور الأولياء من كل هذا، أين هي المؤسسات التعليمية التي من دورها بعث روح المواطنة فيهم، أين هو دور مساجدنا التي تكتظ صبيحة كل جمعة بالمصلين، أين نحن كإعلاميين مما يحدث، أين هي الجمعيات الرابط الأساسي بين المواطن والسلطات الوصية.. وحتى لا نظلم معنا الجميع، فإن تقريبا نفس من كسر، حرق، خرب، قطع الطريق بالأمس فقط، هو نفسه وقد أجزم في ذلك، من رفع راية بلده عاليا العام الماضي لانتصار فريقه الوطني، وتعالت الأفراح تقريبا عاما كاملا لما حققه لاعبو كرة القدم.