عبرت رئيسة الجمعية الجزائرية لمحو الأمية ''إقرأ'' السيدة عائشة باركي أمس بالجزائر العاصمة عن ''ارتياح'' جمعيتها لانخفاض نسبة الأمية في الجزائر المقدرة ب1ر22 بالمائة داعية بالمقابل إلى بذل المزيد من الجهود في مجال تطبيق الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية. ونوهت باركي بمناسبة ندوة وطنية حول موضوع ''محو الأمية في خدمة التنمية المستدامة'' إحياء لليوم العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار وكذلك بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيس الجمعية بالجهود التي تبذلها الدولة بخصوص مكافحة محو الأمية مما أدى -كما أشارت- إلى تسجيل انخفاض ملحوظ في نسبة الأمية بلغ 1ر22 بالمائة سنة 2008 (ما يعادل 6 ملايين أمي) بعدما كانت هذه النسبة 6ر31 بالمائة سنة 1998 وفق الديوان الوطني للإحصائيات. إلا أنها رأت من جهة أخرى بأن النسبة الحالية لتفشي الأمية في أوساط الجزائريين لا زالت ''مقلقة'' على الرغم من الجهود التي تبذلها الدولة مما يعكس. وأوصت المسؤولة في هذا السياق ب''إعادة النظر في السياسة الوطنية المعتمدة لمحو الأمية لدى بعض القطاعات من خلال إعادة النظر في شروط التوظيف واعتماد اللامركزية في تسيير الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية''. كما دعت خلال هذه الندوة مختلف المؤسسات الاقتصادية والادارية للتكفل بمحو أمية موظفيهم والعمل من أجل ربح رهان المستقبل عن طريق فتح أقسام محو الأمية داخلها. ولم تفوت رئيسة جمعية ''اقرأ'' الفرصة لتدعو مرة أخرى الجهات المعنية إلى إقرار يوم وطني لمحو الأمية وتعزيز مكانة المجتمع المدني المساهم في برامج محو الأمية مضيفة بأن العمل الجواري خاصة في الأرياف والمناطق المعزولة ''من شأنه المساعدة على إعداد تقييم دقيق وشامل لمستوى تفشي الأمية بين مختلف شرائح المجتمع''. ودعت في نفس الإطار إلى ''بذل المزيد من المجهودات حتى ''نصل --كما أكدت-- إلى تقليص نسبة الأمية إلى 10 بالمائة مع مطلع 2015 بإدماج 3 ملايين و100 ألف أمي في أقسام محو الأمية من مجموع 2ر6 مليون مواطن يعانون حاليا من هذه الظاهرة بالجزائر''. هذا وكان اللقاء من جهة أخرى فرصة للتذكير بمكتسبات الجمعية على المستوى الوطني التي تمكنت -حسب مسؤولتها الأولى- من محو أمية مليون شخص من بينهم 850 ألف امرأة تابعت العديد منهن الدراسة عن طريق المراسلة. وتم التذكير أيضا بأن الجمعية أعادت إدماج أكثر من 15000 طفل في التعليم العادي طبقا لقانون التعليم الإلزامي إضافة إلى إنشائها ل07 مراكز لمحو الأمية وتكوين أكثر من 23000 دارس ودارسة في مختلف المهن. كما تميزت الندوة التي حضرها مختصون في مجال محو الأمية في الجزائر بتقديم محاضرات دارت معظمها حول جهود عدد من القطاعات في ميدان مكافحة الأمية كالعدالة والفلاحة والتنمية الريفية والأسرة وقضايا المرأة والشؤون الدينية والتكوين والتعليم المهنيين. وشدد المتدخلون في هذا الشأن على تراجع نسبة الأمية لدى بعض الفئات في المجتمع الجزائري بفضل إسهامات مختلف القطاعات المعنية في إطار اتفاقات تعاون أو تطبيقا لتعليمات وزارية مشتركة. تجدر الإشارة إلى أن 70 بالمائة من رواد جمعية ''اقرأ'' من العنصر النسوي وهي متواجدة بنسبة كبيرة بالمناطق الحضرية. وتحصي حاليا أكثر من 126 الف مسجل ضمن أقسامها لمحو الأمية من بينهم أزيد من 30 ألف مسجل جديد.