دعت الجمعية الجزائرية لمحو الأمية ''اقرأ'' أمس إلى إشراك جهود السلطات العمومية في إعداد دراسة تقييمية شاملة للاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية المعتمدة منذ ,2007 مشيرة إلى ضرورة استكمال هياكل هذه الاستراتيجية المتمثلة في تأسيس منتدى وطني لمحو الأمية مع انشاء لجان ولائية وبلدية على المستوى الوطني. وأوضحت رئيسة الجمعية السيدة عائشة باركي خلال استضافتها في الندوة الاعلامية لمنتدى ''المجاهد'' التي خصصت لعرض الحصيلة السنوية للجمعية والبرامج الجديدة المسطرة للسنة الدراسية 2010 / ,2011 أن هذا المسعى القاضي بمراجعة السياسة الوطنية المتبعة في إطار محو الأمية جاء بعد تشخيص دقيق لنتائج الدراسة الميدانية التي قامت بها اللجنة التقييمية لجمعية ''اقرأ'' حول رؤية مستخدمي محو الأمية بالجمعية للاستراتيجية المعتمدة من طرف الحكومة. مؤكدة أن هذه الدراسة التي غطت 15 ولاية شملت عينة من 2560 فردا مستجوبا و300 منشط تربوي في محو الأمية. كما أشارت السيد باركي إلى توصل الجمعية على ضوء هذه الدراسة الى استخلاص عدة توصيات تستدعي تعجيل تنفيذها للنهوض بمنظومة محو الأمية والارتقاء بتعليم الذين لم يسعفهم الحظ في الالتحاق بمقاعد الدراسة وهذا من خلال إعادة النظر في السياسة الوطنية لمحو الأمية وتدعيمها بمحو الأمية الوظيفية لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الأميّين خاصة الفئة النسوية، اضافة الى اعتماد استراتيجية اتصال فعالة لمرافقة هذه العملية الوطنية لضمان نجاحها فيما يخص تحسيس وتجنيد المواطنين. وعلاوة على ذلك، شددت رئيسة جمعية ''اقرأ'' على ضرورة انتهاج سياسة اللامركزية في تسيير الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية لتفادي المشاكل القاعدية والتي من بينها تسديد أجور مستخدميها. مذكرة بإعادة النظر في تنظيم دروس محو الأمية ومحتوى برامجها التربوية كالمناهج والوسائل وأماكن التدريس والكتب البيداغوجية اضافة إلى التوقيت وعدد المتمدرسين. وكذا إعادة النظر في شروط التوظيف والتكوين المستمرين لمنشطي محو الأمية. ومن جهة أخرى، تطرقت السيدة عائشة باركي الى الشق المتعلق بتسجيل الأطفال على مستوى سجلات الحالة المدنية وفي المدارس خاصة بولايات الجنوب، معتبرة أن هذه المسؤولية تشترك فيها المصالح البلدية والولائية، إضافة الى أولياء التلاميذ الذين يلعبون دورا محوريا في الابلاغ عن أبنائهم لدى هذه المصالح. كما قالت أن القانون واضح في هذه الحالة، حيث تشير النصوص الى إلزامية التعليم بالنسبة للأطفال من سن 6 سنوات الى 16 سنة. وأشارت المسؤولة في هذا السياق الى القوافل المتنقلة منذ بداية شهر سبتمبر الجاري والتي أشرفت عليها الجمعية عبر مختلف الولايات، لاسيما الجنوبية منها، بهدف مباشرة عمليات تسجيل التلاميذ الذين لم يسبق لهم التسجيل من قبل في مصالح الحالة المدنية وحتى لدى المؤسسات التربوية. كما كشفت عن تخصيص عدة دراسات ميدانية لتشخيص حالات الإصابة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة ''السيدا''. وفي اطار المشاريع المستقبلية للجمعية أعلنت عائشة باركي عن فتح مركز جواري خاص بالنساء بكل من غرداية ومتليلي خلال الأيام القليلة القادمة، حيث يضطلع بمهمة تحسيس وتوعية المواطنين وحتى الأطفال. وستنتقل الجمعية الى ولاية غرداية ابتداء من 17 سبتمبر الجاري لمعاينة المشروع على أن يدشن افتتاحه الرسمي في ال 18 من نفس الشهر. وبخصوص الوضع الراهن لحالات الأمية بالجزائر، عبرت رئيسة جمعية ''اقرأ'' عن ارتياحها للنتائج المتوصل إليها الى حد الآن لاسيما مع التراجع الملاحظ لنسبة الأمية الى 1,21 بالمائة وهذا حسب معطيات الديوان الوطني للإحصاء. أي مايعادل 6 ملايين شخص من أصل 759 مليون أميّ على المستوى العالمي. ودعت المتحدثة في هذا الخصوص الى ضرورة بذل المزيد من الجهود بإشراك كافة المعنيين بهدف التقليل من هذه النسبة، مشيرة إلى أن جمعيتها ستواصل عملية تحديد نسب الأمية عبر كل بلدية من بلديات الوطن على غرار تلك المتواجدة بالجنوب.