تستغل السهرات الرمضانية كفرصة ذهبية يجتمع فيها شمل الأسر والقرابة وحتى العائلات المتصاهرة للسهر و تبادل الزيارات و اللقاءات حتى تعزز صلة الرحم و رابطة التآخي و التكافل بينهم من جهة. وحتى تستغل السهرات لإنجاز الكثير من المهام المتوقفة طالما أن الكل يردد بأن يوم رمضان قصير. ككل سنة يحل شهر رمضان الكريم جالبا معه خيراته وبركاته. وكما جرت العادة يتنوع الناس في تحديد و الإكثار من العزائم بين الأهل وحسن ضيافتهم وقضاء رفقتهم سهرة رمضانية تعزز وصال القرابة، وأكثر ما يميز عادات وتقاليد الجزائريين في شهر رمضان تبادل الدعوات بين أهل الفتاة وأهل الخطيب للإفطار عندهم، بعدما توجه لهم الدعوة ليتفنن أهل العروس في تنويع الأكلات والحلويات لإظهار كرم الضيافة والمحافظة على التراث والعادات الجزائرية. ولهذا تقوم العديد من العائلات بإحداث بعض التغييرات في الأطباق التي تقدمها استعدادا لاستقبال المدعوين من أهل العريس حتى تتوافق وعاداتهم وطبعهم وأذواقهم، إذ ما باتت هذه العزائم بالخصوص في رمضان فرصة سانحة للتقرب أكثر فأكثر بين العائلتين المتصاهرتين والتي تجعل من هذه المبادرة فرصة لتعارف أفرادها وتقوية رابطة الألفة فيما بينهم، بل ومناسبة لفتح مجال لنقاش في بعض الأمور الخاصة بالعرس وتحضيراته والإتفاق حتى على أمور مصيرية حول مستقبل العلاقة الزوجية للعروسين. وتقام مثل هذه العرضات حتى يفهم كل طرف عادات وتقاليد الطرف الآخر التي تختلف من منطقة إلى أخرى، فبمجرد أن توجه الدعوة يقوم أهل الفتاة بإعداد البرنامج الذي سيسيرون عليه ويسهرون على إنجاحه على قدم وساق من أجل إعداد مائدة إفطار تليق بالضيوف، وهم أصهار المستقبل، ومن أجل ذلك الموعد تهتم العائلة بتحضير بعض الحلويات التقليدية أو التكفل بشرائها وكذا شراء بعض الحلويات المخصصة في هذا الشهر الفضيل كالزلابية وقلب اللوز والقطايف والصامصة وأصابع العروس. في حين تقع الفتاة التي تتأهب هي الأخرى للموعد في حيرة وقلق كبيرين فتراها بين الفينة والأخرى تدور بين أرجاء البيت تتفقد الأوضاع في سبيل إنجاح الضيافة، فتتزين بأجمل ما تملكه من لباس تقليدي بسيط غالبا ما يتوافق مع العادات الخاصة بمنطقتها ويليق بالمناسبة. وتعد هده المرحلة هي الأخيرة في انتظار وصول آهل العريس. وفي المقابل يعمل أهل العريس على إظهار أسمى خصال الجود والكرم فيحملون إلى الخطيبة كل ما استلزم حمله من ملابس وعطور وحتى بعض الأشياء الثمينة، تعبيرا عن التقدير والكرم الذي يكنه أهل العريس لعروس ابنهم قبيل الزواج، وهي المشاهد التي تتكرر في العديد من البيوت التي تحسب لهذا الموعد ألف حساب على حد قول نسيمة التي يكثر قلقها كلما قدم أهل عريسها لزيارتها، ولأن هذه الفرصة تعد هامة لكلا العائلتين حتى تتضح لهم الكثير من الأمور ويزداد التعارف أكثر وتزول عقدة الخوف والخجل بينهما. وبهذا يبقى رمضان فرصة يعتبرها الأهل والأقارب وحتى الأحباب والخطاب الذين يجدون في هذه الليالي المباركة فرصة طيبة لتوطيد علاقات المودة والتمهيد لعلاقة زوجية ناجحة في ظل لمة العائلتين المتصاهرتين .