اتهم وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله أمس عناصر من الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة ''الفيس'' بالوقوف وراء الاحتجاجات التي شهدتها جل المدن الجزائرية على خلفية الارتفاع في أسعار المواد الأساسية في الأسواق، وقال الوزير في تصريح للصحافة على هامش الندوة الشهرية التي تنظمها الوزارة والتي جاءت هذه المرة تحت عنوان ''المواطنة ونبذ العنف'' إن ''الفيس'' هم أسباب المشاكل التي وقعت مؤخرا. حمل الوزير غلام الله المنتخبين المحليين على غرار المجالس الشعبية ونواب الشعب المسؤولية كاملة فيما حصل، متسائلا كيف لم يستطيعوا وقف هذه الاحتجاجات، كما اتهم تجار المخدرات الذين استغلوا الشباب القاصر والمستفيدين طبعا من مثل هذه الأعمال، يقول المتحدث. وتهجم الوزير على القنوات الأجنبية وكيفية معالجتها للموضوع قائلا ''بأي حق يحاسبوننا على أموالنا فهذا عدوان صارخ على الجزائر من جهات مختلفة ويجب عدم ترك هذه الجهات المعادية للجزائر لتحريك شبابنا في المدارس''. وقال إن الأمر لا يجب أن يستهان به فالمسألة، حسبه، تحتاج إلى دراسة وبحث وعلاج سريع والبحث عن أغوار هذه الحركة، التي قال، إنها غير طبيعية. ونوه المتحدث بدور الأئمة الذين، حسبه، لعبوا دورا رياديا في تهدئة نفوس الشباب الغاضب. وأيد الوزير بيان أئمة العاصمة الذين دعوا السلطات العليا إلى إطلاق كافة الموقوفين في أحداث الشغب، مبررا هذا الأمر على أن العقاب، حسبه، لا يعالج المشاكل، مستشهدا بقانون المصالحة الوطنية التي ساهمت بدرجة كبيرة في وقف العمل المسلح لدى الجماعات الإرهابية والذي أسهم في استرجاع الجزائر لأمنها. يضيف غلام الله. وقال إن معالجة المسائل تستدعي الانطلاق من أصولها لمنع أسبابها. وتقدم الوزير بالشكر إلى جميع أئمة الجزائر على ''الوعي الذي بلغه جميع هؤلاء، مؤكدا على ضرورة نضج الوعي في المؤسسات الأخرى حتى يتم التجاوب مع ما أسماه ''المستوى الرفيع عند الأئمة''. وامتعض غلام الله من الشباب الذي خرج إلى الشوارع وهو ''في كامل أناقته من أرقى الأحذية واللباس''، وقال إن هذا الأمر لا يدل على فقره أبدا. إنما كما قال لم يشبع لرغباته أبدا والشباب حسب غلام الله، غير محتاج في الجزائر. وخاطب الوزير الأولياء بضرورة التحكم في أبنائهم وحسن تربيتهم، مشيرا إلى أن العنف والتكسير ليس طريقة تدل على التفوق بل على الشباب العمل والإنتاج. وفي ذات السياق ذهب ممثل قطاع الشؤون الدينية في الجزائر إلى انتقادات نقابات التربية التي قال إنها تبحث عن المال فحسب والتي لخص عملها في التعارك من ''أجل الظفر بتسيير الخدمات الاجتماعية متسائلا في هذا الصدد لم نسمع أنها تتكلم عن البرامج ومناهج التعليم أو حتى الإنتاج العلمي''. ولم يكتف غلام الله بهذا الأمر بل ذهب إلى طلبة الجامعة الذين بقوا بعيدا عن الأحداث مطالبا إياهم بالوقوف ضد أعمال الشغب التي تعرفها الجزائر. وفي هذا الصدد قال الوزير إن النساء أولى بالخروج إلى الشارع على الأقل حسبه لا يلجأن إلى التكسير بل بأساليب مهذبة. وفي ذات السياق دعا الوزير إلى ضرورة الرقابة على التجارة فعلى الدولة حسبه تنظيم التجارة ومنع الاحتكار ولا يجب أن تتراخى، هذا عوض تبذير الأموال في تصليح ما أفسد.