استقبلت الحكومة المالية أسراها الأربعة والأربعين المفرج عنهم من قبل جبهة التحالف الديمقراطي في شمال المالي في إطار صفقة تبادل الأسرى تمت بوساطة ليبية بين حكومة باماكو مع المتمردون الطوارق الذي استملوا بدورهم 11 أسيرا كانو محتجزين لدى القوات الحكومية. ونقل موقع قناة الجزيرة الإخباري أن حكومة باماكو قد قامت بالإفراج عن 11 أسيرا من المتمردين الطوارق واستلمت بالمقابل رسميا 44 أسيرا من جنودها كان إبراهيم آغ باهنغا قد أعلن خلال اليومين الماضيين الإفراج عنهم في إطار صفقة تبادل الأسرى تمت في إقليم كيدل شمال المالي وبواسطة ليبية قادها مباشرة العقيد معمر القذافي. وتأتي هذه الخطوة بين أطراف النزاع في شمال المالي بعد دخول ليبيا مباشرة على خط المفاوضات ولعبها لدور الوسيط موازاة مع الوساطة الناجحة التي قادتها الجزائر عن طريق سفيرها في باماكو منذ تجدد المواجهات بين أطراف النزاع، دخول ليبيا ليس الأول فقد سبق لبعض فصائل المتمردين في شمال المالي وأن أعلنت الشهر الماضي إنهاءها للتمرد ووضعها لملف الطوارق في يد الزعيم الليبي معمر القذافي، لكن سرعان ما خرجت بعض الفصائل الأخرى لتتبرأ من هذه الخرجة وتؤكد مواصلتها التمرد والمفاوضات تحت القبة الجزائرية. وكان بعض المراقبين والمتتبعين لملف الأزمة المالية قد اعتبروا دخول ليبيا على نفس الخط مع الجزائر في جهود الوساطة بمثابة التشويش على الجهود التي تبذلها هذه الأخيرة من أجل إيجاد تسوية نهائية لهذه الأزمة، وهو ما سبق للجزائر وأن عبرت عنه للسلطات الليبية في مناسبات سابقة وعبر قنوات غير رسمية عن امتعاضها واستيائها من دخولها في عمليات الوساطة في نفس الوقت الذي يجتمع فيه أطراف الأزمة في الجزائر لبحث التسوية.