عاد زعيم متمردي الطوارق بمالي، إبراهيم آغ باهانغا، إلى الجزائر بهدف التحاقه مجددا باتفاق السلام بين المتمردين وحكومة مالي الذي ترعاه الجزائر منذ جويلية 2006، وكشف محمد آغ غيب المتمرد السابق المقرب من باهنغا عن اتصالات تمت مع السلطات الجزائرية لتحضير عودته وبحث دوره في المفاوضات مع الحكومة المالية والمتمردين الطوارق بوساطة من الجزائر. وصل الزعيم السابق للمتمردين الطوارق الماليين إبراهيم آغ باهانغا إلى الجزائر آتياً من ليبيا للانضمام إلى عملية السلام بين حكومة باماكو ومتمردي الطوارق السابقين، وقال محمد آغ غيب المتمرد السابق القريب من آغ باهانغا ومرافقه في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية »وصل إبراهيم آغ باهانغا الآن إلى الجزائر، أوضحنا للجزائريين أنه يريد الانضمام إلى عملية السلام«، وأضاف »الجزائر بدأت الاتصال مع السلطات المالية لمعرفة ما ينبغي القيام به«. ولم يوضح المصدر لماذا قرر المتمرد السابق الانضمام لعملية السلام، فيما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن محمد آغ غيب أن إبراهيم آغ باهانغا، قد غادر ليبيا بعدما أقام فيها لاجئا لمدة ثمانية أشهر، وتخلى فيها عن دوره في رئاسة إدارة المفاوضات مع الحكومة المالية والمتمردين الطوارق بوساطة جزائرية. وتابع نفس المصدر، أن باهانغا توجه الأحد الماضي إلى الجزائر البلد الوسيط بين حكومة مالي والمتمردين التوارق، خاصة بعد النتائج الإيجابية التي تحققت بفضل الوساطة الجزائرية مؤخرا رغم تعثرها سابقا، وذلك بسبب صعوبة في حمل الطرفين، ممثلا حكومة مالي والمتمردين الطوارق، على الالتزام بتعهداتهما من أجل إقرار السلام في شمال مالي، حيث تم التوصل إلى إجماع على السلام وجرى تسليم أسلحة المتمردين وإلحاقهم بقوات مشتركة مع الجيش المالي ضمن فرق تؤمن منطقة كيدال، في حين غاب عنها باهانغا على خلفية شكوكه في التزام باماكو بتعهداتها، في ظل تبادل الاتهامات بينه وبين باماكو، غير أن الواقع كان إيجابيا وفي صالح الطرفين، خاصة أن الجزائر رمت بثقلها لتفعيل عملية السلام من خلال المبادرة بتمويل عمليات تنموية محلية مركزة في منطقة شمال مالي. ومعروف أن باهانغا هو الأكثر تشددا بين قادة المتمردين الطوارق، كان قد تخلى في بداية العام عن مواقعه شمال مالي تحت ضغط القوات الحكومية ورفض حينها الانضمام إلى عملية السلام التي تضم باقي فصائل الطوارق المتمردة. ولجأ في مرحلة أولى إلى ليبيا. وكان جيش مالي قد شن بداية 2009 عملية أمنية في شمال شرق البلاد بهدف القضاء على مجموعة آغ باهانغا، وأعلنت وزارة الدفاع المالية إثر ذلك في فيفري الماضي الاستيلاء على كافة قواعد آغ باهانغا وأن هذا الأخير في حالة فرار. ومنذ فرار آغ باهانغا أعيد إطلاق اتفاق السلام الموقع في الجزائر في 2006 بين باماكو والمتمردين الطوارق، وينص الاتفاق على تنمية المناطق الفقيرة في شمال مالي ومعظمها من الأراضي الصحراوية.