أطلق التحالف الديمقراطي في شمال المالي أمس، سراح 44 أسيرا من القوات الحكومية المالية كانوا محتجزين لدى قواته في إقليم كيدل شمال المالي، وجاء هذا الإفراج الأكبر من نوعه من حيث عدد المفرج عنهم خلال هذه السنة تتويجا لاتفاقية السلام الموقعة في 19 جويلية الماضي بالجزائر، وكذا المفاوضات التي تلتها بوساطة قادها سفير الجزائر في باماكو عبد الكريم غريب. وحسب الخبر الذي أورده موقع قناة الجزيرة على شبكة الانترنت فإن المتمردين الطوارق قد أطلقوا سراح 44 جنديا من القوات الحكومية الذي أسروا من إجمالي حوالي 104 جندي أسرهم المسلحون الطوارق خلال المعارك التي خاضوها ضد الجيش المالي في إقليم كيدال. ويضاف هذا العدد الذي يعتبر الأكبر منذ بدء المتمردين الطوارق في عملية إطلاق سراح الأسرى، إذ تعد المرة الأولى التي يصل فيها العدد إلى 44 أسيرا، يضافون إلى 21 أسيرا أفرج عنهم بعد الجولة من المفاوضات التي أعقبت توقيع اتفاق الجزائر في 19 جويلية الماضي بعد الوساطة الجزائرية الناجحة التي قادها سفير الجزائر في باماكو عبد الكريم غريب، ليصل العدد إلى 65 أسيرا مفرجا عنه. وباحتساب الجنديين المفرج عنهما بداية جوان لدواعي إنسانية وسلما للصليب الأحمر الدولي وكذا الدركيين الثلاثة الذي اختطفتهم جبهة تحرير الأزواد عشية الجولة ما قبل الأخيرة من المفاوضات التي جرت بالجزائر وأطلقت سراحهم لاحقا كدليل على حسن النية واستعدادها للدخول في العملية السلمية التي تشرف عليها وترعاها الجزائر يصل العدد إلى 70 أسيرا أفرج عنه خلال هذه الصائفة من إجمالي 104 بقوا محتجزين كأسرى حرب لدى قوات التحالف الديمقراطي. يذكر أن الجزائر التي تقود عملية الوساطة بين أطراف التحالف الديمقراطي والحكومة المالية كانت قد أبلغت في وقت سابق عبر قنوات غير رسمية السلطات الليبية عن استيائها العميق من دخول هذه الأخيرة على نفس الخط من الوساطة مع أطراف الأزمة المالية خاصة تلك التي تمت والمفاوضات المباشرة متواصلة بالجزائر بإقامة الميثاق. على صعيد الوضع الميداني في شمال المالي تحدثت بعض المصادر الإعلامية عن تجاوزات ومجازر إنسانية وحشية ارتكبتها منظمة عنصرية مالية ضد المدنيين الطوارق في إقليم كيدل والأقاليم المجاورة له، وقالت ذات المصادر نقلا عن موقع هذه المنظمة على شبكة الانترنت إن هذه الأخيرة التي تملك نفوذا وتعاطفا كبيرين داخل مؤسسة الجيش المالي تقوم بما يشبه عملية التطهير العرقي وعمليات الإبادة لكل ما هو ترقي غير زنجي في المنطقة، الأمر الذي يجعل - حسبها - تحقيق سلام دائم في المنطقة أمرا صعب المنال في الوقت الحالي .