عمد حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي يرأسه السعيد سعدي إلى توزيع منشورات على المواطنين في العاصمة، في المساجد، المقاهي والأماكن العمومية، تدعوهم فيها إلى الخروج اليوم السبت في مسيرة كان قد دعا إليها منذ مدة، وهذا رغم تحذير وزارة الداخلية التي لم ترخص له للقيام بهذه المسيرة، حيث رفضت ذلك بموجب قانون منع المسيرات. وقد استغل حزب الأرسيدي الموقع الاجتماعي التفاعلي ''الفيسبوك'' من أجل التحريض على الخروج إلى الشارع والمشاركة في مسيرته، مستغلا الظروف التي يعيشها الشباب خاصة بعد الاحتجاجات الأخيرة من أجل كسب أكبر عدد من المشاركين. وقد كان لهذا النداء أثره من خلق شائعات في العاصمة، وهو ما حصل الأسبوع الماضي في باب الوادي أين استنفر السكان لمسيرة وهمية لم تكن أصلا. يأتي هذا في ظل الإشاعات التي تروج يوميا خاصة في هذا الظرف بالذات الذي خرجت فيه الجزائر من احتجاجات مست 20 ولاية على خلفية الارتفاع في أسعار المواد الأساسية مثل الزيت والسكر. وفي هذا الإطار دعت ولاية الجزائر المواطنين إلى التحلي ''بالرزانة والحذر وعدم الاستجابة للاستفزازات التي قد تصدر للمساس بالسكينة والطمأنينة العموميتين'' خلال المسيرة ''غير المرخصة'' التي تنوي جمعية ذات طابع سياسي تنظيمها يوم السبت 22 جانفي بالجزائر العاصمة. وذكرت الولاية في بيان لها أول أمس الخميس أن ''المسيرات في العاصمة ممنوعة''، مؤكدة أن ''كل تجمهر بالشارع العمومي يعتبر إخلالا ومساسا بالنظام العام''. وحسب بيان ولاية الجزائر فإن جمعية ذات طابع سياسي قد نادت إلى مسيرة اليوم السبت 22 جانفي 2011 من ساحة الوئام المدني (ساحة أول ماي سابقا) إلى مقر المجلس الشعبي الوطني، وذلك ''دون حصولها على ترخيص إداري صادر عن الجهات الإدارية المخولة قانونا''. وتكون هذه المرة الثانية التي ترفض فيها وزارة الداخلية الترخيص لمسيرة بالعاصمة دعا إليها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية. وكان الأرسيدي قد دعا إلى مسيرة بالعاصمة يوم الثلاثاء الماضي الموافق 18 جانفي من أجل الاحتجاج على ما أسماها بالأوضاع الاجتماعية الصعبة، وقوبل مسعاه بالرفض من قبل السلطات المعنية. وتمنع الحكومة المسيرات والتجمعات بالعاصمة منذ عام2001 بعد تحول مسيرة لحركة العروش إلى صدامات دامية وتخريب لممتلكات عامة، أتت على الأخضر واليابس. ولوحظ خلال الأيام المنصرمة تواجد مكثف لعناصر الشرطة أمام المقرات الرسمية وعلى جوانب الشوارع بالعاصمة وضواحيها. وكشف مصدر عليم أن هذه التعزيزات جاءت للحيلولة دون وقوع حوادث عرضية بعد أيام من احتجاجات اشتبك خلالها الشباب مع قوات الأمن، وكذا لتعزيز الأمن والحيلولة دون الاعتداء على الممتلكات العمومية والخاصة.