أشرف رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح على اختتام الدورة الخريفية لسنة 2010 صباح أمس، حيث أسهب في الحديث عن الاحتجاجات التي شهدتها الجزائر مطلع الشهر الماضي، مبينا أنه يوافقهم في المطالب التي رفعوها، إلا أنه يرفض الطريقة التي عبروا بها عن انشغالاتهم. وجاءت كلمة بن صالح خالية من الحديث عن أي قضية دولية إقليمية أو عربية، التي اعتاد المسؤول ذاته الإشارة إليها خلال جلسات افتتاح أو اختتام الدورات البرلمانية. وعلى عكس ذلك، عاد بن صالح إلى الأحداث التي عرفتها الجزائر بداية جانفي الفارط، واصفا إياها ب ''الصعبة''، كونها ''تسببت في وقوع خسائر بشرية ومادية''. وقال بن صالح ''ندرك أن خروج الشباب إلى الشارع كان للاحتجاج عن ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية، والمطالبة بتلبية بعض مطالبهم الخاصة''، مضيفا ''أننا بقدر ما نتفهم المعقول من هذه المطالب والانشغالات فإننا لا نتفق على الكيفية التي تم التعبير بها عنها''. وحسب بن صالح فإن جهود الدولة وإنجازاتها ''كانت معتبرة خلال الفترة لكنها لم يتم الترويج لها والتعريف بها بالشكل الكافي''، مبينا أن الحوار الذي كان يفترض أن يكون مع الشباب في هذا الموضوع ''كان إما ضعيفا أو منعدما، الأمر الذي عقد الأمور وجعل بعض الشباب يخرج إلى الشارع ويعبر عن مطالبه بالعنف الذي شاهدناه''. ونبّه بن صالح أن المنطق ''يقتضينا مستقبلا مراجعة نظرتنا لكيفيات التعامل مع هؤلاء الشباب من خلال تقوية منابر الحوار والإكثار من الفضاءات الشبانية الكفيلة بتمكنيهم من إبراز طاقاتهم وتوفير شروط عيشهم''، مشيرا إلى ''أن المسؤولية فيها تبقى متقاسمة بين الجميع والجميع مطالبون كل في نطاقه بالتفكير والعمل على تغيير هذا الوضع غير المريح بالنسبة للشباب''. وأوضح بن صالح أنه على الرغم من كل ما وقع ''فإننا لا نشك في وطنية شبابنا ولا في قدرته على رفع التحديات وهذه القناعة هي التي تشجعنا الآن على مناشدته بأن يكون بمثابة السواعد التي تبني هذا الوطن لا الأذرع التي تهدم إنجازات هذا الشعب''. وشدد بن صالح على أهمية تعاون الجميع لمواجهة التحديات التي ''أضحت تعترض الوطن وتهدد مستقبله''، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن ''ما يثير استغرابنا هو تلك المحاولات الرامية إلى استغلال الأحداث المؤسفة التي عرفتها بلادنا لغايات غير معروفة''. وأضاف قائلا: ''إننا ندعو كافة المواطنين الذين يحملون الجزائر في القلب أن يلتفوا حولها ويبنوها ويصونونها من التربصات التي تعمل على زعزعة استقرارها وعرقلة ديناميكية تنميتها، نقول لهم علينا أن تستخلص الدروس مما حصل لنا وما حصل حولنا''، مؤكدا أنه ''من الضروري أن نعطي المثل بوحدة الصف، وبالعمل الجدي الذي بواسطته نحقق التقدم ونعزز استقرار بلدنا''. وذكر بن صالح ''يجب ألا ننسى أو نتناسى الحقيقة التي مفادها أن آثار الماضي القريب بكل ما سببه لنا من أتعاب ومضار لا يزال في بعض جوانبه جاثما فوق رؤوسنا''.