دعا رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة المواطنين الذين يحملون الجزائر في القلب أن يلتفوا حولها ويبنوها ويصونونها من التربصات التي تعمل على زعزعة استقرارها. وأوضح السيد بن صالح في كلمة بمناسبة اختتام دورة الخريف لسنة 2010 لمجلس الأمة قائلا : "إننا ندعو كافة المواطنين الذين يحملون الجزائر في القلب أن يلتفوا حولها ويبنونها ويصونونها من التربصات التي تعمل على زعزعة استقرارها وعرقلة ديناميكية تنميتها (...) نقول لهم علينا أن تستخلص الدروس مما حصل لنا وما حصل حولنا". وأكد رئيس المجلس بخصوص الأحداث الأخيرة التي عرفتها الجزائر انه "من الضروري أن نعطي المثل بوحدة الصف (وفي هذا الوقت بالذات) وبالعمل الجدي الذي بواسطته نحقق التقدم ونعزز استقرار بلدنا". أضاف مسترسلا : "كما يجب ألا ننسى أو نتناسى الحقيقة التي مفادها أن آثار الماضي القريب بكل ما سببه لنا من أتعاب ومضار لا يزال في بعض جوانبه جاث ما فوق رؤوسنا". وعبر بالناسبة عن إدراكه بأن خروج الشباب إلى الشارع في إشارة منه إلى أحداث الفترة الأخيرة "كان للاحتجاج عن ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية والمطالبة بتلبية بعض مطالبهم الخاصة" مؤكدا في ذات السياق "بأننا بقدر ما نتفهم المعقول من هذه المطالب والانشغالات فإننا لا تنفق على الكيفية التي تم التعبير بها عنها". ومقابل هذا قال السيد بن صالح بان جهود الدولة وإنجازاتها "كانت معتبرة خلال الفترة لكنها (الجهود والانجازات) لم يتم الترويج لها والتعريف بها بالشكل الكافي". وأوضح في نفس الصدد، أن الحوار الذي كان يفترض أن يكون مع الشباب في هذا الموضوع "كان إما ضعيفا أو منعدما (...) الأمر الذي عقد الأمور وجعل بعض الشباب يخرج إلى الشارع ويعبر عن مطالبه بالعنف الذي شاهدناه". ونتيجة لهذه الوضعية اعتبر رئيس مجلس الأمة بان المنطق "يقتضينا مستقب لا مراجعة نظرتنا لكيفيات التعامل مع هؤلاء الشباب من خلال تقوية منابر الحوار والإكثار من الفضاءات الشبانية الكفيلة بتمكنيهم من ابراز طاقاتهم وتوفير شروط عيشهم". وفي معرض حديثه عن دواعي هذه الأحداث أكد السيد بن صالح بأننا "نعتقد أن المسؤولية فيها تبقى متقاسمة بين الجميع والجميع مطالبون كل في نطاقه بالتفكير والعمل على تغيير هذا الوضع غير المريح بالنسبة للشباب". وفي نفس الموضوع قدر "الحكمة" التي سيرت بها الأحداث معربا عن أمله في أن تساعد الاجراءات التي أمر بها رئيس الجمهورية الحكومة بقصد بحفظ اسعار السوق وحماية القدرة الشرائية للمواطن. "وعلى الرغم من كل ما وقع كما جاء في كلمة السيد بن صالح، فإننا لا نشك في وطنية شبابنا ولا في قدرته على رفع التحديات وهذه القناعة هي التي تشجعنا الآن على مناشدته (الشباب) بان يكون بمثابة السواعد التي تبني هذا الوطن لا الأذرع التي تهدم إنجازات هذا الشهب". وشدد في الأخير على أهمية تعاون الجميع لمواجهة التحديات التي "أضحت تعترض الوطن وتهدد مستقبله" مبرزا في ذات الوقت بان "ما يثير استغرابنا هو تلك المحاولات الرامية إلى استغلال الأحداث المؤسفة التي عرفتها بلادنا لغايات غير معروفة". وفيما تعلق بالجانب التشريعي والبرلماني لمجلس الأمة خلال دورته الخريفية أكد السيد بن صالح بان تقديم بيان السياسة العامة أمام المجلس "هو الذي اكسب الموضوع الأهمية والتميز واعطى الزخم لعمل المجلس". وأضاف بان حرص الحكومة على تقديم بيان سياستها العامة "هو دليل على مدى العناية التي توليها كلا من الهيئتين التنفيذية والتشريعية لاستغلال كافة الفرص التي يتيحها القانون لتقوية علاقات التعامل والتعاون وبالوقت ذاته تبرهن على صدقية الأداء المؤسسات في بلادنا". وأكد رئيس مجلس الامة في نفس الاطار بان هذه الدورة "كانت ثرية" كما ان النصوص التي عالجتها كانت "جد هامة" مشيرا بالمناسبة الى مختلف النصوص القانونية التي ناقشها وصادق عليها المجلس. كما تطرق إلى مختلف الانشطة التي بادر اليها اعضاء المجلس خلال الدورة في مختلف المجالات الثقافية والخارجية الى جانب مجال الرقابة البرلمانية.