دعت إسرائيل مواطنيها إلى مغادرة شبه جزيرة سيناء المصرية فورا خشية من تحولها إلى قاعدة لشن هجمات ضدها زاعمة أن قوات الشرطة المصرية تركت مواقعها هناك بعد أن واجهت خطرا متزيدا. وذكرت صحيفة ''جيروزاليم بوست''''أن القلق يتزايد في إسرائيل خاصة في ظل التقارير التي تؤكد ان قوات الشرطة المصرية تخلت عن عملها في هذه الجزيرة في ظل تصاعد العنف الذي يقوم به سكانها من البدو''. وزعمت الصحيفة نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية ''ان شبه جزيرة سيناء سوف تتحول إلى ارض خصبة لما أسمته حركة الجهاد العالمية'' مشيرة إلى ''ان المعلومات التي وصلت إلى إسرائيل تؤكد ان سلطات الشرطة المصرية تركت عشرات المواقع التابعة لها في سيناء بعد ان تعرض البعض منها لهجمات مسلحة شنها بدو مستخدمين الصواريخ والأسلحة الرشاشة''.وقالت ''ان سبب القلق المتزايد في إسرائيل هو موافقتها قبل أسبوعين على نشر 800 جندي مصري في منطقة شرم الشيخ وبمدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة''.وترى إسرائيل ''ان سيناء تحولت خلال السنوات الأخيرة الى قاعدة لشن هجمات ضدها على يد فصائل عدة من بينها حركة حماس'' التي قامت قبل بضعة أشهر بإطلاق صواريخ كاتيوشا نحو مدينة ايلات الإسرائيلية انطلاقا من الأراضي المصرية. وأشارت الصحيفة الى ''ان قوات الأمن المصرية وخلال السنوات الأخيرة واجهت صعوبات في السيطرة على الجزيرة التي يقطنها مواطنون غالبيتهم من البدو والذين لا يحملون ولاء للحكومة المصرية التي تحكم في القاهرة''.ووفق ناطق باسم الجيش الإسرائيلي ''فقد أصبحت سيناء تعرف كمنطقة لا يحكمها القانون وهناك خشية حقيقية من الا يتمكن المصريون من إعادتها مرة أخرى لسيطرتهم الامر الذي يعني إمكانية تهديد كبير لإسرائيل''.وكانت إسرائيل كما قالت الصحيفة حثت مواطنيها على مغادرة سيناء فورا حيث تسود خشية من إمكانية سيطرة حركة حماس على اجزاء منها واستخدامها لشن هجمات ضد إسرائيل عبر الحدود مع مصر التي يصل طولها إلى 240 كيلومترا مع التركيز على مدينة ايلات. وتتزايد الخشية في إسرائيل من ان يؤدي غياب التواجد الامني المصري الفعلي عن الجزيرة الى مساعدة حركة حماس في زيادة كميات ونوعية الأسلحة والمتفجرات التي تهرب الى قطاع غزة عبر مصر. من جهة أخرى سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى ''الترحيب'' ب''الضمانات'' التي قدمها الجيش المصري بالنسبة إلى احترام معاهدة السلام بعد مغادرة الرئيس حسني مبارك السلطة تحت ضغط الشارع. ورحب نتانياهو بتأكيد الجيش المصري على ''التزام جمهورية مصر بكافة الالتزامات والمعاهدات الإقليمية والدولية''، في إشارة إلى معاهدة السلام مع إسرائيل على الأخص، بعد الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك في ثورة شعبية.وقال بيان صادر عن مكتب نتانياهو أن اتفاق السلام الساري منذ وقت طويل مع مصر خدم البلدين كثيرا وشكل حجر زاوية من اجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط كله''.وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن ''الترحيب بتأكيد الجيش المصري على احترام مصر اتفاق السلام مع إسرائيل. وتعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى السلطة في مصر بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك، بتأمين ''انتقال سلمي'' نحو ''سلطة مدنية منتخبة لبناء الدولة الديموقراطية الحرة'' وباحترام ''المعاهدات الإقليمية والدولية''.وكان نتانياهو التزم الصمت واصدر تعليمات لوزرائه بعدم التعليق على مرحلة ما بعد مبارك.وكان نتانياهو والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز شددا سابقا على ان مبارك عمد على الدوام الى تجنيب معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر، وهي الأولى التي توقع بين دولة عربية وإسرائيل عام ,1979 أي تأثيرات رغم الأزمات خلال الانتفاضتين الفلسطينيتين وحرب على لبنان عام .2006ويقول بعض المعلقين الإسرائيليين ان إزاحة هذا الشريك من شأنه من الآن وصاعدا ان يخلق ''فراغا خطيرا''.وتطرق نتانياهو عدة مرات إلى احتمال تكرار سيناريو ''على الطريقة الايرانية'' يستفيد بموجبه الإخوان المسلمون - المقربون من حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة- من الوضع للاستيلاء على السلطة او ممارسة نفوذ بشكل يخولهم إلغاء معاهدة السلام.وعبر توقيعها معاهدة السلام مع الدولة التي تضم اكبر عدد سكان في العالم العربي مقابل الانسحاب من سيناء التي احتلتها في جوان ,1967 تمكنت الدولة العبرية من كسر عزلة دبلوماسية كاملة في المنطقة.وعلى الصعيد العسكري اتاح هذا الاتفاق التاريخي للجيش الإسرائيلي خفض نشر دفاعاته على طول الحدود مع مصر البالغة 240 كلم. وأصبحت شبه جزيرة سيناء وهي منطقة عازلة، منزوعة السلاح. وأكدت محطات التلفزة الإسرائيلية انه ''سيكون على هيئة الأركان إعادة النظر في كل خططها الإستراتيجية''، مشيرة الى زيادة متوقعة لميزانية الدفاع.