كشف أول أمس المفكر الأمريكي الكبير المهتم بقضايا العالم الإسلامي وعلاقته بالغرب '' جون ازبوزيتو '' أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش قد بنت حربها وتعاملها مع المسلمين على معلومات خاطئة، بعيدة عن واقع العالمين الإسلامي والعربي، نافيا في الوقت ذاته وجود فكرة اسمها صراع الحضارات، إنما الأمر يتعلق فقط بتخوف من الآخر. وأوضح '' ازبوزيتو '' الذي يشغل منصب أستاذ محاضر بجامعة جورج تاون الأمريكية. خلال محاضرة له بمركز الشعب للدراسات الإستراتيجية تحت عنوان '' الغرب والعالم الإسلامي في ظل العولمة '' - إن ادراة بوش قد اعتمدت في سياستها الخارجية مع العالم الاسلامي على معلومات لا تعكس واقع التوجهات والحقائق الموجودة لدى المسلمين والعرب، كونها اعتمدت على ما يراه مجموعة من الخبراء من أن العالم الإسلامي بمثابة عدو يهدد الغرب وأمريكا خاصة، وأنه حسب نظرتهم يعد مصدرا للإرهاب، إضافة إلى أن هؤلاء الخبراء اعتمدوا في نظرتهم على ما يدعيه بعض القادة التسلطيين في العالم الإسلامي خلال اللقاءات الخاصة، يضيف المتحدث. وأضاف '' جون ازبوزيتو '' أن الإدارة الأمريكية ما كانت لتقع في هذه الأخطاء وفي الورطة العراقية لو اعتمدت على الحقائق الميدانية التي قدمتها مؤسسة '' غالوب '' لسبر الآراء، فهذه الأخيرة أثبتت أن 70 في المائة من المسلمين ليسوا متطرفين ويكرهون الإرهاب، إضافة إلى أن أغلب المنتمين إلى ال 30 في المائة المتبقية هم يكرهون الغرب، إلا أنهم لا يعتبرون العنف وسيلة للدفاع عن الانتهاكات التي ترتكبها في حقهم أمريكا والغرب ككل، يقول المتحدث الذي أردف أن نتائج مؤسسة '' غالوب '' توصلت إلى أن الكره الذي يكنه المسلمون لأمريكا مرده السياسة التي تنتهجها ضد المسلمين من خلال احتقار وجهة نظرهم كما هو الشأن بالنسبة إلى نظرتهم نحو تحرر المرأة، وكذا إلى قيام أمريكا بدعم الأنظمة التسلطية الموجودة في بعض دول العالم الإسلامي، رغم ادعائها أنها تعمل على نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان. وفي سياق ذي صلة، نفى المحاضر أن يكون العالم يعيش صداما للحضارات وصراعا بينها، فحسبه أن الأمر يتعلق بمسألة التخوف من الآخر، فالعالم الإسلامي متخوف من أن يفرض عليه الغرب قيما لا تتماشى مع قيمه سواء تعلق الأمر بالديمقراطية أو الحقوق الفردية، إضافة إلى أن المسلمين يعتبرون أمريكا والغرب عدوا لا يريد تقدمهم، فهم يريدون عالما غربيا يعمل على نقل وسائل التكنولوجيا والحريات إليهم، وليس غربا كالذي يريده السياسيون الغربيون، في حين أن الشعوب الغربية ترى في المسلمين مصدرا للإرهاب بفعل الرأي المتطرف الذي تبثه وسائل الإعلام، والذي يبقى لحد اللحظة هو المسيطر على الساحة الغربية. وبخصوص إمكانية صعود '' باراك اوباما '' إلى سدة الحكم في أمريكا، قال إنه متفائل بذلك، إضافة إلى أن '' اوباما '' بإمكانه أن يبتعد قليلا عما قام به بوش، ومبديا في الوقت ذاته أن الواقع بالنسبة إلى الصراع العربي الإسرائيلي لن تتغير لأن '' اوباما '' ?حسبه - سيكون مضطرا إلى التعاون مع الصهيونيين لتحقيق برامجه، ومضيفا أن ممثل الحزب الديمقراطي استطاع أن يفتك هذا المنصب بفضل كارزماتيته، لأن أمريكا كانت ستقبل بامرأة رئيسا بدلا عن رئيس أسود لو لم يكن '' اوباما '' مميزا.