نفى المفكر الأمريكي "جون إسبوزيتو" وجود ما يسمى بصراع الحضارات أو الثقافات أو الأديان، "لأنه لا توجد أصلا حضارة متجانسة سواء في العالمين الغربي والإسلامي، بل هناك تخوف من ازدواجية خطاب الولاياتالمتحدةالأمريكية"• وقال "جون إسبوزيتو" في ندوة نشطها يوم الخميس بيومية "الشعب" وحملت عنوان: "الغرب والعالم الإسلامي في ظل العولمة"، بأن العالم اليوم يشهد صراعا محموما حول التموقعات السياسية، وفي تقديره فإن ما يقال بشأن صراع الحضارات، ما هو في الواقع سوى " بناء فكريا لا يتوافق مع التركيبة السياسية والواقعية للعالم"• ونفى المفكر الأمريكي صحة مقولة بأن أغلب المسلمين متطرفين، ودليله في ذلك عملية سبر الآراء التي قام بها مركز "قالوب" لسبر الآراء، التي بينت بأن 90 في المائة من المسلمين غير متطرفين، في حين أن 7 في المائة فقط متطرفين سياسيا وليس دينيا،مرجعا أسباب التطرف إلى عوامل سياسية محضة، نافيا جملة وتفصيلا أن تكون له علاقة بالدين• وفي تفسيره لأسباب كراهية العرب للغرب، خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية، قال المفكر الأمريكي، بأن ذلك راجع الى السياسة الخارجية التي تتبعها أمريكا• وبحسب "جون إسبوزيتو" فإنه بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ، بسبب تعامل الغرب مع العرب من منظور مكافحة الإرهاب، في حين يراها الطرف الأخر، أي العرب، بأنها حرب ضد الإسلام• وخلص الخبير الأمريكي إلى القول بأن الصراع القائم بين العالمين الغربي والعربي ليس صراعا فكريا فحسب، وإنما هو صراع من أجل التموقع السياسي، موضحا بأنه لو اعتمدت الولاياتالمتحدةالأمريكية على إحصائيات هذا المركز، الذي وصفه بأنه من أحسن الآليات التي يمكن لصناع القرار اتباعها للحصول على معلومات دقيقة، لما حدثت تشنجات بين أمريكا والعالم الإسلامي، ولما خاضت الحرب ضد العراق• وفي تقدير المصدر ذاته فإن استخدام بنك المعلومات الذي توفره هذه المؤسسة، سيسمح بتحديد النظرة المستقبلية التي يجب على الرئيس الأمريكي المقبل أن يعتمدها في علاقته مع الغرب والعالم العربي الإسلامي، كما أن نتائج هذا المركز تمكن من الوصول إلى "سياسة خارجية أكثر رشادا"، من خلال معرفة مواقف المسلمين من القضايا المختلفة• علما أن مركز "قالوب" لسبر الآراء أخذ كعينة العديد من الدول الإسلامية، وحوالي مليار مسلم لمعرفة مواقفهم من عدة قضايا، بغرض تمكين صناع القرار في الغرب من الإجابة عن عدة أسئلة، تساعدهم في اتخاذ قراراتهم تجاه البلدان العربية بدلا من اعتمادهم على خبراء• وفيما يخص السياسة التي سيطبقها الرئيس الأمريكي القادم، قال المتحدث ذاته بأنها لن تختلف كثيرا عن سابقيه، طالما أنه سيستمر في دعم ومساندة إسرائيل•