لما نشاهد أخبارا متناحرة متناثرة هنا وهناك في قنوات أجنبية حاقدة أعلنت شتى أنواع الحروب على الجزائر فإن الأمر يهون، لما نقرأ هراء يكتب بأقلام أجنبية مسمومة مدججة بكل أنواع الغل والدمار النفسي والحقد الدفين فإن الأمر يهون بالنظر للسياسة المعلنة والحرب التي شنت علينا منذ الأزل مستأنسين بقوله عز وجل ''ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم'' فإن الأمر يهون.. لما تحلل قناة إعلامية مشهورة بموقفها المميز والمحير ما يحدث في الجزائر وتتراقص بحصصها شماتة وتشجع المنكر الذي يشوه ألوان الجزائر الزاهية بدم أحمر قان لوث الأرض ومسح ابتسامة أطفال الكشافة وهم يغنون الحب.. الأرض.. السلام فإن الأمر أيضا يهون حتى وإن كان بلمسة عربية، لكن أن تتطاول قناة عربية مجاورة تتخذ من شمال القارة عنوانا على الكذب والدجل وتزوير الحقائق بل واختلاق الأحداث لإشعال الفتنة ودك السموم في نفوس الجزائريين وبث الهلع للحد من الثقة الفاخرة التي تميز بها الجزائريون والتي سالت لعابهم عليها فإن الأمر يختلف، ولن يبقى على الهدوء الفكري للنفوس الزكية والمثقفة والمتعلمة التي تعالت عن بقايا حقود بالية الغيرة حظها الوافر والحلم بأن نقهر حصاد أفكارهم الدائم.. لما خاطب الرئيس بوتفليقة أول أمس واستعرض جملة من المشاريع التي جسدت والأخرى التي تنتظر التجسيد، معلنا عن بداية مرحلة جديدة للتكيف مع الأزمة المالية العالمية والتحضير لها فإن الأمر يهون لأجل الجزائر والرئيس نفسه يدرك نوعية شعبنا الذي ما ترك الجزائر في أحلك ظروفها، بل ووقف الند بالند في وجه كل الأعداء الظاهرة والمخفية منذ الأزل وكان في كل مرة يعطي الدروس في ملحمات وطنية راسخة في جبين الأعداء ذوي القربى والآخرون قبلنا، لم يتكلم الرئيس عبثا لما قال إننا سندخل في محنة لأنه يعرف من نحن!! قناة عربية مجاورة تذيع خبرا كاذبا مفاده أن الرئيس تعرض لمحاولة اغتيال في تلمسان ضاربين عرض الحائط القيم الأخلاقية والمسؤولية الإعلامية التي تتبرأ من تصرفاتهم الشيطانية الماكرة، وفوق ذلك يزيدون الخبر تلو الآخر في كل مرة ولا يهدأ لهم بال حتى يتحقق حلمهم الرث. أخيرا لا نجد العبارات المناسبة فعلا لتوجيهها إلى تلك الأبواق التي اتخذت من القنوات منابر لبث أنواع الخراب، ناهيك عن الغزو الثقافي البالي الذي تتفنن في أنواعه يوما بعد يوم، غير أنه لا يضير سحاب نبح الكلاب.