جاء تأهل المنتخب الوطني إلى الدور الثالث والأخير من التصفيات المركبة لكأسي العالم وإفريقيا 2010 يصب في مصلحة الكرة الجزائرية، بدليل أن إقصاء ''الخضر'' كان سيرغمهم على تجميد نشاطاتهم الرسمية لمدة لا تقل عن سنتين، يبتعدون فيها عن كبرى المنافسات القارية والعالمية، حيث سيقام في السنة المقبلة الدور الأخير من التصفيات المشار إليها، وفي السنة التي تليها تقام منافستا كأس أمم إفريقيا المقرر تنظيمها بأنغولا، وكأس العالم المزمع إجراؤها بجنوب إفريقيا. بمعنى لن يعود ممثلونا إلى أجواء الاستحقاقات الكبرى إلا لما يحين موعد تصفيات كأس أمم إفريقيا المقرر أن تنتظم عام 2012 بالغابون وغينيا الاستيوائية مناصفة، وهو المرادف لإرغام بلحاج وبوقرة وغيلاس وحتى مطمور وجبور.. على احتراف حياة ''الصعلكة'' الكروية إلى غاية أن تدق ساعة الحقيقة المشيرة لبداية تصفيات أو دورة جديدتين. وغياب المنتخب الوطني طوال هذه المدة كان بإمكانه أن يغرق أكثر فأكثر الرياضة الأكثر شعبية بالبلاد في وحل المهازل والنكسات، ويحطّم جيلا بأكمله ''منصوري، عنتر يحي، زياني،... ''مثلما تبخّر رموز موجة بداية التسعينيات دون أن نستفيد من مواهبهم 'تاسفاوت، صايب، دزيري...''، كما أنه ستتعقد وتصعب مهمة إعادة بعث الكرة الجزائرية خاصة لما نعلم أن درجة قوة الاقتراح وإيجاد الحلول الناجعة لدى مسيّريها تكاد تكون منخفضة حتى لا يقال شيئ آخر. ويعزو المنصفون من متتبعي شأن المنتخب الوطني افتكاك ''الخضر'' لبطاقة التأهل إلى بعض العوامل القليلة جدا يتقدمها وجود رجل ''داهية'' يمسك بالزمام الفني ممثل في شخص التقني رابح سعدان، هذا الإطار الأكاديمي الميداني الذي أثبت كذا مرة أنه في مستوى المسؤولية التي أنيط بها، من تأهيل الجزائر لمنديالي 82 و,86 وبعث صحوة ''الخضر'' في دورة تونس الإفريقية عام 2004 والتي أقبرت بفعل فاعل لا يتسع المقام للخوض في تفاصيل الأمر، فضلا عن قيادته وفاق سطيف للتتويج بلقبي البطولة ودوري أبطال العرب عام ,2007 ومن قبل الرجاء البيضاوي المغربي عام 1989 لنيل كأس إفريقيا للأندية البطلة رابطة أبطال إفريقيا حاليا. صحيح أن الغاية لم تدرك بعد بالنسبة لمنتخبنا الوطني، ولكن ينبغي الاستثمار في المشوار الإيجابي المنجز خلال الدور الثاني من التصفيات بما يعود بالنفع على الكرة الجزائرية عموما، خاصة حضور نهائيات كأس أمم إفريقيا عام ,2010 بعد تورّط فظيع وغياب كبير عن موعدي مصر 2006 وغانا .2008