"الخضر" لم يهزموا حتى في جحيم لاغوس الجزائر بمعدل جيد..والمونديال ليس بعيدا حتى وإن لم تكن كرة القدم علما دقيقا كما يقال، فإن قراءة دقيقة في التصفيات الإفريقية لمنافسة كأس العالم تكشف عن مؤشرات يمكنها تحديد المنتخبات الخمسة المتأهلة اعتمادا على الإحصائيات والنتائج التي يسجلها كل منتخب. * وقد كشف الإتحاد الإفريقي لكرة القدم أن كل المنتخبات الإفريقية التي مثلت القارة في الدورات الثلاث الأخيرة، لم تنهزم على أرضها في التصفيات، وفي أسوأ الحالات تعادلت. ومن بين 69 مباراة لعبت في دورات 1998 -2002-2006 فازت المنتخبات المستقبلة في 63 وسجلت خمس تعادلات فقط. * * "الخضر" لم يهزموا حتى في جحيم لاغوس * * ويعتبر المنتخب الوطني واحد من المنتخبات الإفريقية التي أبهرت المتتبعين لنتائج التصفيات الإفريقية لما تأهل الخضر لأول مرة إلى كأس العالم 1982 التي استضافتها إسبانيا. لعب المنتخب الوطني أربعة أدوار تصفوية وواجه منتخبات إفريقية قوية مثل نيجيريا. وفي الحصيلة النهائية، سجل المنتخب الوطني 20 نقطة من 24 ممكنة، فاز في ست مقابلات (سيرا ليون، السودان، النيجر، نيجيريا ذهابا وإيابا ) وتعادل في مقابلتين في تنقله إلى كل من سيرا ليون (0-0) والسودان (1-1). وجاءت كل هذه النتائج الإيجابية لتبّين قوة المنتخب الوطني في التصفيات الإفريقية، خاصة لما فاز على نيجيريا في العاصمة لاغوس بهدفين لصفر، وهي النتيجة التي فاجأت كل الاختصاصيين الذين لم يرشحوا "الخضر" للفوز نظرا لصعوبة التعامل مع منتخب نيجيريا على أرضه. وبالنظر للنتائج المسجلة والنقاط التي جمعها المنتخب الوطني، لم يكن بإمكان أي منتخب قطع الطريق أمامه، لأنه في النهاية لم يضيّع سوى أربع نقاط بعدما سجل تعادلين خارج ملعبه. * * 1986... هجوم "الخضر" أكثر شراسة * * في التصفيات الإفريقية لعام 1986، لم يلعب المنتخب الوطني سوى ثلاثة أدوار قبل التأهل إلى كأس العالم في المكسيك. وتبين النتائج المسجلة في التصفيات أن المنتخب الوطني كان قويا مقارنة بالمنتخبات التي نافسته على التأهل إلى المونديال. لعب "الخضر" ست مواجهات جمعتهم بأنغولا، زامبيا وتونس، وجاءت نتائجه قوية وباهرة إلى أبعد الحدود. فمن بين 18 نقطة ممكنة، حصد "الخضر" 16 نقطة بعد فوزهم في خمس مبارايات (أنغولا، زامبيا و تونس ذهابا وإيابا) وتعادلوا في مباراة واحدة ضد أنغولا بلواندا. وقد برهن المنتخب الوطني في تلك التصفيات أنه كان الأجدر بتمثيل إفريقيا في كأس العالم، خاصة لما سجل فوزين كبيرين على منتخب زامبيا، ثم فوزين آخرين على تونس ورباعية بملعب المنزه تحت قيادة المدرب رابح سعدان، الذي لم يتردد في القول أن "الخضر" كانوا أقوى في تصفيات 1986، ولن نكشف سرا إذا قلنا بأن خط الهجوم الذي سجل 13 هدفا أي بمعدل 2.16 هدف في كل مباراة كان هو مفتاح نجاح وتأهل المنتخب الوطني لكأس العالم 1986. * * كأس العالم للأكثر فعالية والأقوى هجوما * * من خلال الثلاث دورات الأخيرة لكأس العالم (1998 -2002 -2006) وهي الدورات التي عرفت رفع عدد المنتخبات الإفريقية إلى خمسة، بيّنت النتائج والإحصائيات أن الدول المتأهلة لم تكسر القاعدة وتأهلت لأنها فازت في كل المقابلات التي لعبتها على أرضها. في تصفيات 1998، وهي الدورة الأولى التي شاركت فيها القارة السمراء بخمسة منتخبات، تأهلت إفريقيا الجنوبية بعدما فازت على أرضها ضد كل من الكونغو الديمقراطية، زامبيا وجمهورية الكونغو. ونفس النتائج سجلتها نيجيريا بفوزها على كل من بوركينا فاسو، غينيا وكينيا. وقد فاز المنتخبان العربيان المتأهلان (تونس والمغرب) بكل المقابلات التي لعباها على أرضيهما، وجاء الاستثناء من الكامرون الذي تعثر على ملعبه وتعادل مع أنغولا (0-0). ولم تتغيّر الأحوال بعد أربع سنوات، فقد بقيت الأرقام صامدة ومصداقيتها أكيدة. * تأهل الكامرون بعد أربعة انتصارات على ملعبه (أنغولا،زامبيا، ليبيا وطوغو)، ونفس النتائج حققتها نيجيريا (سيرا ليون،السودان،ليبيريا وغانا)، أما إفريقيا الجنوبية فقد تغلبت على بوركينا فاسو،زيمبابوي ومالاوي ولم تواجه غينيا التي أقصتها "الفيفا". * * 2006... تغيّر المتأهلون وبقيت الأرقام * * كما هو معلوم، شكلت التصفيات الإفريقية لعام 2006 مفاجأة كبرى لكل الملاحظين الرياضيين، لا سيما بعد سقوط نيجيريا والكامرون وتأهل أربع منتخبات لأول مرة هي: طوغو، أنغولا، كوت ديفوار وغانا. وبالرغم من رفع عدد المنتخبات في كل مجموعة، إلا أن المعطيات لم تتغير إلا في حالات نادرة. ومن بين هذه الحالات تأهل منتخب كوت ديفوار على ملعبها (3-2) على يد الكامرون، وكان"الفيلة" قد فازوا قبل تلك المباراة على ليبيا والسودان وبينين ومصر. أما طوغو، فقد تفوّق على السينغال والكونغو ومالي وزامبيا وليبيريا. كما سجلت أنغولا نفس النتائج التي غلبت نيجيريا ورواندا وزيمبابوي والجزائر والغابون. أما غانا، فلم يمنعها تعادلها على ملعبها أمام الكونغو الديمقراطية (0-0) من التأهل لأنها تفوّقت على إفريقيا الجنوبية، جزر الرأس الأخضر، بوركينا فاسو وأوغندا. ومن جهته سجل المنتخب التونسي ثلاث انتصارات بوتسوانا، مالاوي،غينيا وكينيا وتعادل مع المغرب (2-2). * * الجزائر بمعدل جيد..والمونديال ليس بعيدا * * بعد انقضاء مرحلة الذهاب من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2010، بينت النتائج المسجلة أن المنتخب الجزائري ما زال متواجدا في إطار إيجابي لأنه استطاع أن يفوز على منافسه المباشر منتخب مصر ويحقق انتصارا على زامبيا خارج ملعبه ويخطف نقطة ثمينة من منتخب رواندا. وقد سجل الخضر في المرحلة الأولى من التصفيات 7 نقاط من تسعة، وهم في أحسن حال لتسجيل 13 نقطة أو أكثر في نهاية التصفيات، وهو ما يضعهم في قائمة المنتخبات الإفريقية الخمسة المتأهلة إلى كأس العالم 2010. وبالمقابل، يوجد المنتخب المصري في وضعية حرجة من حيث التنقيط، وهو مطالب بتدارك الموقف والفوز في المقابلتين القادمتين شرط أن لا يفعل "الخضر" مثله. وإذا كان المنتخب المصري قد ضيّع نقطتين على أرضه وهو أمر قد يحدث لأي منتخب، فإن مشكلته جاءت من فوز "الخضر" على زامبيا على أرضها. وعلى ضوء النتائج المسجلة في المرحلة الأولى، يمكن القول أن الإحصائيات التي اعتمد عليها الإتحاد الإفريقي في تصوّره للمنتخبات الخمس المتأهلة تصب كلها في صالح "الخضر" وهو ما يعني أن الجزائر مقبلة على مشاركة ثالثة في المونديال. وحتى وإن كانت الكرة لعبة مفتوحة على كل الاحتمالات، إلا أن الإحصائيات أعطت مؤشرات يمكن الاعتماد عليها في تحديد هوية المنتخبات الخمسة المتأهلة إلى المونديال وقد حدث ذلك في ثلاث دورات متتالية على الأقل.