دعا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى توحيد الجهود الإفريقية من أجل تدعيم النهضة الإفريقية بوصفها الرهان الحقيقي المعول عليه في تحقيق التنمية الاقتصادية والسياسية في القارة السمراء، وأكد القائد الأول للبلاد أهمية الثقافة ودورها في رسم المصير الإفريقي المشترك، داعيا المثقفين الأفارقة إلى المساهمة في تغيير نظرة العالم ''المشوهة'' إزاء الثقافة الإفريقية والتي ظلت -حسبه - رهينة النظرة الغربية التي تصفها بالمتناقضة. دعا الرئيس بوتفليقة أمس في خطاب ألقاه نيابة عنه وزير الدولة والممثل الشخصي له عبد العزيز بلخادم خلال الافتتاح الرسمي لمؤتمر الاتحاد الإفريقي الثاني لوزراء الثقافة بفندق الهيلتون، إلى التزام اليقظة والحذر في تطبيق استراتجيات التنمية الثقافية بالقارة الإفريقية، نظرا للأزمة الغذائية التي باتت تهدد هذه القارة وما تشكله فاتورتها من عبء ثقيل على كاهل الحكومات الإفريقية. على صعيد آخر أكد الرئيس على ضرورة تخصيص فضاءات ثقافية مختلفة لفئات الفنانين والمبدعين والمثقفين، داعيا إلى نفض الغبار عن الرموز الأثرية الإفريقية العريقة باعتبارها جزءا من الإنسانية العالمية، والعمل على إعادة قراءة التاريخ انطلاقا من وجهة نظرنا الخاصة نظرا للمكانة المميزة التي تحتلها كل من الثقافة والتاريخ الإفريقي بوصفهما ملجأ لتحصين الأفارقة من آفة الكره. واعتبر الرئيس بوتفليقة مؤتمر الاتحاد الإفريقي الثاني لوزراء الثقافة فرصة للتناول بالدراسة والتمحيص التحديات التي تواجه الثقافة الإفريقية بما أتيح لها من إمكانات، من خلال اعتماد استراتيجيه مشتركة لدعم الثقافة بما يتناسب ومتطلبات القرن الحالي، معربا في ذات السياق عن افتخار الجزائر ورفعها التحدي باحتضانها المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بعد 40 سنة من الغياب في الخامس جويلية القادم، وكذا احتضانها مشروع المتحف الإفريقي الكبير بوصفه مقاما للثقافة والعلوم. من جهته أكد الوزير المنتدب لدى وزارة الخارجية المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل أن الثقافة أضحت في صميم اهتمامات رؤساء الدول والحكومات الأفارقة، الأمر الذي يؤكده - حسبه - قرار القادة الأفارقة بإدراج الثقافة ضمن برنامج الشراكة الجديد النيباد خلال اجتماعهم مؤخرا في قمة أديس أبيبا. ويعود مساهل ليؤكد انه أمام الضغط الدولي وحتمية الصراع الحضاري فإن افريقية باعتبارها مهد الحضارات عليها أن تعيد للثقافة ماهيتها الحقيقية كعامل للسلام والتضامن والاستقرار والحوار البناء من أجل المصلحة المشتركة. من جانبها ذكرت وزيرة الثقافة خليدة تومي التي ترأست الجلسة بجدول أعمال المؤتمر الذي تختتم أشغاله اليوم، والذي تمحور حول مواضيع إستيراتجية هامة يتعلق الأمر - حسبها - بترقية الصناعات الثقافية في ظل التحديات التي تفرضها العولمة، بالإضافة إلى موضوع الشراكة الإفريقية الأوروبية حول الممتلكات الثقافية الذي يتعين دراسته ضمن منظور نظام دولي جديد، فضلا عن تفعيل وتطوير الإنتاج السينمائي الإفريقي وفق مقررات مابوتو، وكذا الوقوف على أداء وعمل المؤسسات الثقافية الإفريقية بهدف تفعيلها.