المهرجان الثقافي ترجمة للإرادة السياسية في السير قدما بالقارة الإفريقية أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي يسمع دقات طبوله من جديد على أرض الجزائر ''ليس حدثا احتفاليا عظيما فحسب بل هو ترجمة للإرادة السياسية في السير قدما بالقارة الإفريقية. وقال الرئيس بوتفليقة إن الجزائر ستضبط على امتداد أسبوعين نبضها على نبض افريقيا بالريشة واللحن والقلم لتذكر العالم بالمعاناة التي تكبدتها الشعوب الإفريقية، لتكون هذه المدينة حسبه ملتقى لنفائس القارة السمراء. أعلن أول أمس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الانطلاق الرسمي للمهرجان الإفريقي الثاني الذي ستتواصل فعالياته إلى غاية 20 جويلية القادم بالقاعة البيضوية للمركب الأولمبي محمد بوضياف. وبهذه المناسبة أشاد الرئيس -في خطاب له قرأه نيابة عنه الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم، حيث تعذر على بوتفليقة حضور الاحتفال الرسمي بسبب وفاة والدته مساء أول أمس -أشاد بقادة ومفكري وفناني وكتاب ورجال الثقافة الأفارقة الذين سجلوا بحروف من ذهب تاريخ القارة الافريقية، مؤكدا أن التبعية ثقافية قبل أن تكون اقتصادية. وأوضح القائد الأول للبلاد أن استقلال إفريقيا المأخوذ غلابا بالنفس والنفيس ''لم يسمح بتحقيق كل الطموحات وبأنه يتعين شن حروب أخرى على الجوع والجهل والمرض والفقر والإقصاء والفوارق التي تشكل تربة خصبة للعنف والإرهاب ووقودا لهما''. كما شدد الرئيس على أن القارة ستذكر ''بفضل أفضل ترياق مضاد للإرهاب ألا وهو الثقافة بأن جذور الشعوب الإفريقية ضاربة في أعماق تاريخ البشرية''. وتوقف بوتفليقة عند مرحلة ''التحولات المكثفة'' التي عرفتها القارة السمراء، مذكرا في هذا الصدد بأن الوطنية ألقت بكامل ثقلها لصالح القومية الإفريقية وأن التطلع إلى حس سياسي مشترك بين الأفارقة قاطبة وإلى انعتاقهم انتشر في كافة أصقاع القارة. كما نوه الرئيس بوتفليقة بإنشاء الإتحاد الإفريقي مؤخرا وبتطبيق الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (نيباد) ''بصفتها البوتقة الرئيسية التي تنصهر فيها هذه النهضة الإفريقية التي تتكاتف القارة جميعا في الاضطلاع بها سعيا لتسوية قضايا اندماجها الجهوي واندراجها ضمن الاقتصاد العالمي في قرن صنعت العولمة ملامحه وتولته بالتغيير بقوة''. وفي سياق آخر ذكر الرئيس بوتفليقة أن ''كل مرة كانت مهمة تمدين إفريقيا المتوحشة في زعمهم تتخلى عن ضرورة البحث عن تبريرات للاستعمار كانت تكتشف في النهاية ''ثقافة إفريقية'' لكن بشعور احتقاري متعال وقناعة راسخة بأن هذه الثقافة كانت لا تتغير وكانت خارج التاريخ''، مبينا أن علاقة الغرب بالثقافة الإفريقية جعلت من هذه الأخيرة ''ظاهرة متحجرة ومحصورة ومعنفة''. من جهته أشاد رئيس لجنة الاتحاد الافريقي جون ايفنس بالجهود التي تبذلها الدولة الجزائرية من أجل إنجاح هذا المهرجان الذي يشهد إعادة احياء من أرض الجزائر التي ستكون قبلة للثقافة الافريقية التي وصفها بمهد الحضارة العالمية .