من صفاتنا نحن الجزائريين كثرة التنكيت المرضية، فلم نترك جنسا من الأجناس الظاهرة أو المخفية إلا نالها حظ وافر من فيروس النكت الجزائرية، تظهر في غالبها تفوق الجزائري على غيره من البشر، كما تمتدح ذكاءه وقوته الخارقة في تذليل الصعاب والنيل من غير الجزائريين في جغرافيا طرفاها قراء البقرة وعُبّادها. وفي هذا المقام من منا من لم يسمع بحكاية الهندي الذي احتال عليه الجزائري حتى يرميه من الطائرة تخفيفا للوزن، أو بأخيه الذي يصول ويجول في مقاهي العاصمة متباهيا بضربه لمؤخرة إله الهنود ''البقرة'' طبعا. هذا الزخم المتصاعد من النكت في هذا الباب ذكرني خلال الأسبوع الفائت كيف تمكن عبّاد البقرة من التغلب على ضرّاب مؤخرة البقرة، وقراء سورة البقرة، لما اعتمدوا على بركات هذه البقرة وغزوا الفضاء، بصعود إلههم -أستغفر الله- من الأرض إلى السماء للتحكم في فضاءات وسماوات الجزائريين والعرب أجمعين، بعد نجاحهم في الالتحاق نادي حرب النجوم على رواية بوش الأب، بينما بقي ضرّاب مؤخرة البقرة من أمثال ''عمر قتلاتو'' وإخوانه يسرحون ويمرحون في أحلام غير قابلة للتحقيق، غذاؤها التمني والتألّي على خلق الله بموسوعة ضخمة من النكت ربما تفوق موسوعة ''العين'' الشهيرة للخليل بن أحمد الفراهيدي. ولسنا هنا في مقام السخرية من رب الهنود ''البقرة'' -حاشا- لأنهم كما يًعزونها إلها وهاديا إلى سبيل الخلود في ''النرفانا''، نعزها نحن المسلمين سورة من سور القرآن، وأكلة شهية ولبنا سائغا للشاربين، إلا أن تعاملهم معها بروح الخصب، وتعاملنا معها بروح الضرب -رغم أن بقرتنا أسلم وأهدى سبيلا- ارتقى بهم إلى علياء الفضاء، وجعل منا أسارى المؤخرة، مؤخرة البقرة ومؤخرات أخرى...