كثيرا ما يعتمد العرب والمسلمون في تفاؤلهم على قراءات وتأويلات لنصوص قرآنية بحق وبدونه، وهو ما وصل بأحدهم حيث بذل وسعه في البرهنة على تنبؤ القرآن الكريم بأحداث 11 سبتمبر التي هزت كبرياء ثقافة رعاة البقر في بلاد العالم الجديد. ونحن على مقربة وصلات زمنية من حسم أبناء العم سام نيابة عن سكان المعمورة إنسها وجنها فيمن يرتضونه ربا متربعا على عرش البيت الأبيض، لتخضع له الرقاب في مشارق الأرض ومغاربها طوعا وكرها، أو هكذا يعتقدون .. نستسمح أشباه رجال الدين في هذا المقام للخوض فيما خاضوا فيه تعضيدا للرأي وتطعيما بالحجة لما نحن عليه عازمون. فبعد سنوات عديدة لا زلت أذكر أستاذ التاريخ والجغرافيا في القسم النهائي وهو يحشد لنا الأدلة على أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ورد ذكرها في القرآن الكريم، مستغلا براءتنا ونحن في حال أحسن عادل إمام تصويرها بالقول ''وأنا عيّل صغيّر''، لأسير على منطقه الزائف ربما وادعي أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي منشطا الرئاسيات في بلاد تمثال الحرية ورد ذكرهما في القرآن الكريم. وبالرجوع إلى المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم نجد أن الحزب الديمقراطي ورد ذكره في موضعين، أما الحزب الجمهوري فقد أفردت له سورة كاملة، ربما نظرا للأهوال التي صاحبت حكمه في العشرية الأخيرة. وزيادة في التفصيل فإن ''الفيل'' الذي يعتبر رمزا للحزب الجمهوري ول ''ماكين'' أفردت له سورة كاملة باسمه أقل بكثير -طبعا- من سورة البقرة، ومن محاسن الصدف أن سورة الفيل تتحدث عن الحملة العسكرية التي قادها أبرهة الأشرم لدك مكة على ساكنيها، وهو نفس حال الحزب الجمهوري ممثلا في الرئيس بوش الذي دك كابل وبغداد على رؤوس ساكنيها، واستباح أفغانستان والعراق تاركا الحبل على الغارب ''للعلوج'' على رواية الصحّاف. وفي مقام آخر ذُكر ''الحمار'' رمز الحزب الديمقراطي و''أوباما'' في موضعين غير سارين، إلا أنهما أقل وطئا من السياقات التي ذكر فيها الفيل، مرة اعتبار صوته ''من أنكر الأصوات'' ومرة شبه به من لم يستفد ولم يفد من التوراة فأصبحوا كمثل ''الحمار يحمل أسفارا'' ، وهو حال ''أوباما'' الذي لونه من غير لون غالبية أهل البلد، وربما لن يحمل التوراة الإنجيلية الجديدة، كحمل أصحاب الفيل ''الجمهوريين'' لها. وبعيدا عن الصكات المشهور بها ''الحمار''، ودك ''الفيلة'' الجالب للطير الأبابيل، فما علينا نحن بشر العالم الثالث إلا ترديد الورد الصوفي الذي يحفظه عجزتنا ومشيخنا عن ظهر قلب، ومفاده '' اللي اخذاتو امّا أنا عندو ربيب''، عند كل صلاة 100 مرة!