من حضر المحاكمة واستمع لتفاصيل الوقائع يظن أنه يشاهد واحدا من أفلام هوليوود المرعبة لبشاعة العملية، لأن ما وقع كان عملية اختطاف كادت تودي بحياة الضحية التي تعمل ''دلالة'' بحي رويسو المعروف بتجارة الذهب، حيث قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر في حق المتهمين الأربعة أحكاما تراوحت بين 8 و13سنة سجنا نافذا، فيما برأت خامسهم وهذا بعد ارتكابهم جنايتي اختطاف شخص بدون إذن من السلطات، السرقة الموصوفة بتوفر ظروف العنف والتعدد، استحضار مركبة وإخفاء أشياء مسروقة. وقائع القضية تعود للفاتح من شهر فيفري من السنة الجارية عندما توصلت مصالح الشرطة القضائية إلى معلومة مفادها تواجد امرأة في حالة غيبوبة بمستشفى القبة، ويتعلق الأمر بالضحية (ب.يمينة) التي تقيم بباب الزوار وتعمل كتاجرة مجوهرات لأزيد من 7 سنوات بطريقة غير شرعية. وبتاريخ الحادثة وحسبما روته الضحية لذات المصالح، فإنها في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا تعرضت هذه الأخيرة إلى عملية اختطاف من قبل 3 أشخاص على متن سيارة ماروتي رمادية اللون واعتدى عليها الشخص الذي كان جالسا في المقعد الخلفي، حيث تظاهروا في بادئ الأمر أنهم كانوا يودون شراء مجوهرات قصد الزواج وبحسن نيتها ركبت معهم داخل السيارة فاعتدوا عليها ضربا وجردوها من حقيبتها التي كانت تحمل 50 مليون سنتيم مجوهرات ومبلغا ماليا يقدر ب14 مليون سنتيم، كما سلبوا منها هاتفها النقال من نوع نوكيا، وفي هذا الشأن استظهرت الضحية شهادة طبية تثبت عجزها، وقدمت مواصفات المتهمين، وبعد التصريحات التي أدلت بها باشرت مصالح الأمن تحقيقاتها ليتم التوصل للمتهمين وهم خمسة. المتهم (ز.الياس) متزوج من المتهمة (ق.نبيلة) يقطن بالحي القصديري بديار العافية بالقبة، اعترف هذا الأخير في أول محضر سماع له أمام مصالح الأمن بتورطه في هذه الجريمة إلى جانب زوجته وباقي المتهمين، بعدما تقاسموا المجوهرات وتوجه هورفقة زوجته المتهمة في قضية الحال إلى مدينة خميس مليانة حيث باعها وعند تفتيش منزله تم العثور على مبلغ 88 ألف دينار. أما المتهم (س.يونس) فاعترف بالجرم المنسوب إليه وأفاد أنه هو من اقترح على المتهم زيتوني الياس السرقة بعدما استأجروا سيارة ماروتي وتوجهوا على متنها إلى واد كنيس رفقة المتهمة (ع.كنزة) التي ادعت أنها خطيبة المتهم يونس، وكانت تود شراء الذهب. أما المتهم الياس فقد توجه رفقة زوجته بحسب اعترافاتها أمام الضبطية القضائية، وأكدت ذات المتهمة أن زوجها هو من قام بخنق الضحية بعدما اعتدى عليها ضربا ورّشها بقارورة مسيلة للدموع ثم جردوها من حقيبتها. وأضافت خلال التحقيق معها أنها هي من استدعت صديقتها كنزة من أجل المبيت عندها وفي صباح ذلك اليوم توجهت معهم كنزة إلى واد كنيس وادعت أنها كانت تود شراء الذهب من أجل الزواج من المتهم يونس، وأضافت ذات المتهمة أن زوجها عندما أتم العملية رموا بالضحية بإحدى ورشات البناء بحي الينابيع، ليتم إسعاف هذه الأخيرة التي صرحت لدى مصالح الضبطية بتفاصيل الحادثة. ممثل الحق العام خلال مرافعته طالب بعقوبات تراوحت بين 10 و20 سنة لتقضي المحكمة بالأحكام المذكورة أعلاه.