شهد قصر تماسين منارة الطريقة التيجانية والواقع شمال ولاية ورقلة أول أمس توافد أكثر من ألف شخص منهم وفود أجنبية للمشاركة في الملتقى الدولي للطريقة التيجانية، حيث استقبل موكب الأعيان من قبل سكان المنطقة بمدخل زاوية تماسين على إيقاعات روحانية من المدائح الدينية والأذكار على الطريقة التيجانية. وقد جاء هؤلاء من بلدان أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا ومن مختلف مناطق الوطن. وفي تصريح حول النتائج التي يمكن استخلاصها من الملتقى الدولي للطريقة التيجانية الذي انعقد بالوادي منذ الثلاثاء الماضي، أكد الشيخ محمد آدم إعجابه بعظمة الجزائر التي اعتبرها قلعة للشعوب المحبة للسلام والعدل والكرم. واعتبر الشيخ آدم، الذي أشار إلى أنه يعرف الجزائر منذ 30 سنة أي منذ بداياته كمريد في الطريقة التيجانية التي انخرط فيها بعد تحصله على ''إجازة مقدم''، أن الطريقة التيجانية قد ''حققت قفزة نوعية'' من خلال هذا الملتقى الذي سمح ''بالتعارف عن كثب بجميع كفاءات الطريقة التي تضم 350 إلى 500 مليون من الأتباع عبر العالم. وتجدر الإشارة إلى أن نيجيريا تضم أكبر عدد من أتباع الطريقة التيجانية الذين يبلغ عددهم 56 مليون شخص. أما عن برنامج التظاهرة فقد استهلت الوفود الأجنبية زيارتها بالترحم على روح الشيخ محمد علي التماسيني الذي يشهد له بتضحياته الكبيرة من أجل تعزيز الركائز الروحية للطريقة القائمة على مذهب السنة، والتي تنتهج البعد الثلاثي المتمثل في ''المعرفة والعمل والعقيدة''. كما تتخذ الطريقة من ''حب الله'' و''احترام الآخر'' ركيزة لمنهج حياة مريديها. وللتذكير، فإن قصر تماسين الذي احتضن فعاليات الملتقى، يعد معلما تاريخيا هاما بالنسبة للمدينة، حيث يضم ضريح الشيخ محمد علي التماسيني الذي تولى في عهده الخلافة العامة للطريقة التيجانية ما بين 1844 و1766 والتي أوكله إياها مؤسسها الشيخ أحمد التيجاني.