تحل اليوم الذكرى السابعة لفيضانات باب الوادي التي وقعت في مثل هذا اليوم من عام 2001 والتي خلفت 733 ضحية بشرية، في حالة نست فيه باب الواد المدينة الحادثة، وإن لم ينسها سكانها، خاصة وأن ذكرى هذا العام تزامنت مع فيضانات مشابهة مست منذ أسابيع معدودة أشقاء لهم من هذا الوطن في كل من غردايةوبشار ومدن أخرى من البلاد، الأمر الذي يجعل الجميع يفكر في ضرورة اتخاذ تدابير وقائية لتفادي كوارث كهذه. تعد فيضانات باب الوادي أضخم فيضانات مست الجزائر لحد الآن نظرا للأضرار التي نتجت عنها سواء كانت بشرية أو مادية، إذ تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن أكثر من 733 ضحية منهم 683 شخص لقوا مصرعهم بمحيط أزقة باب الوادي القديمة بالجزائر العاصمة، وذلك دون النظر إلى الخسائر المادية التي أحدثتها، والتي تضاف إليها الجهود التي قامت بها الدولة قصد إعادة إسكان من تضررت منازلهم، وقبلها التكفل بإيواء المتضررين سواء تعلق الأمر بالجانب المادي أو النفسي المعنوي. كما أن هذه الكارثة التي لازالت إلى اليوم راسخة في ضمير سكان أحياء باب الوادي العتيقة وكل من كان يوم 10 نوفمبر 2001 بالعاصمة، نظرا لأن الزائر اليوم إلى باب الوادي 2008 يلحظ الاختلاف الكبير الذي حصل، فحديقة رشيد كواش وحدها التي فتحت أبوابها عام 2002 والتي صارت مكانا للجلوس لدى السكان تعيد قاطني المدينة إلى يوم كان فيه المكان عبارة عن عمارات كتب لها أن تجرف بعد أن كانت تحكي قصص وتاريخ أهل وجيران التحقوا بالرفيق الأعلى في 10 نوفمبر 2001 وتركوا وراءهم أبناء وأصدقاء يتذكرونهم كلما جلسوا بهذا المكان الذي حافظ على جمعه الأهل والأصحاب كون الحديقة لا زالت إلى اليوم فضاء لتجمع سكان المدينة. والأكيد أن أبناء باب الوادي سيحيون تلك الذكرى الأليمة وقلوبهم تحن على ما لحق هذا الخريف ببني وطنهم في كل من بشاروغرداية الذين حرموا مثلهم من الفرحة بمقدم عيد الفطر المبارك، حيث عاش سكان واد ميزاب عيد هذه السنة في الشارع وهم يشيعون جنازة أهليهم ويبحثون عن مفقودين آخرين كانوا يأملون في أن يعينوهم على تحمل القضاء الذي ابتلاهم الله بهم، والأمر نفسه قد لحق بقاطني ولاية بشار وولايات أخرى كالبيض وعين الدفلى بعد أيام قليلة مما لحق بغرداية، حيث جرفت بيوتهم وخسروا أموالهم، وكانت الكارثة ذات وقع قوي عليهم حتى وإن لم يفقدوا من أهليهم من مثل ما فقده أبناء باب الواديوغرداية.