تنطلق في غضون الأيام القليلة القادمة أشغال حماية مدينة فوكة بولاية تيبازة من الفيضانات بعدما كشفت دراسة تقنية أعدها مكتب دراسات متخصّص بطلب من مديرية الري، إمكانية تعرض فوكة إلى كارثة مشابهة لتلك التي خلّفت آلاف الضحايا والمنكوبين بحي باب الوادي بالجزائر العاصمة، الأمر الذي دفع بالسلطات الولاية إلى وضع مشروع الحماية ضمن أولوياتها، حيث رصدت لذلك ميزانية أولية لانطلاق الأشغال الاستعجالية كمرحلة أولى قبل حلول فصل الشتاء، على أن تتواصل الأشغال الكبرى حينما يتوفر الغلاف المالي الكفيل باحتواء المشروع. وحسب ما أشار إليه رئيس مصلحة بمديرية الري بولاية تيبازة خلال شرحه للتفاصيل الدقيقة للدراسة التقنية التي أعدّها مكتب دراسات متخصص وتطرّق لها "الشروق اليومي" في شهر سبتمبر الماضي، فإن مدينة فوكة معرّضة فعلا لفيضانات كارثية، وأضاف "أتفهم الهلع الذي أصاب السكان عقب نشر الموضوع، لكن هذا الأمر حقيقة لا يمكن التهرب منها أو التستّر عليه، ولتفادي أي مكروه وضعت السلطات الولائية مشروع حماية المدينة ضمن أولوياتها في هذه المرحلة، حيث خصّصت غلافا ماليا للأشغال الاستعجالية لم يتم تحديده بعد، والتي ستنطلق الأسبوع المقبل لتفادي حدوث كوارث خلال فصل الشتاء المقبل، على أن تتواصل الأشغال الكبرى حينما يتوفر الغلاف المالي لإتمام المشروع، لا سيما وأن دفتر الأعباء الخاص به جاهز وينتظر إشهار إعلان المناقصة في الأسبوع المقبل. وبخصوص الأحياء المعرضة أكثر من غيرها لخطر الفيضانات، ذكر رئيس المصلحة ثلاثة أحياء عتيقة ذات كثافة سكانية كبيرة، ويتعلق الأمر بأحياء فوكة البحرية وعين لحجر وهواري بومدين الذي استفاد من مشروع إعادة هيكلته لكونه يحتل الريادة في ترتيب الأحياء الفوضوية بالمدينة، وركّز رئيس المصلحة في شروحات حول هذا المشروع على المتفحّص للمقاربة المعدة من طرف المديرية بين مدينة فوكة وحي باب الوادي المتشابهين من حيث التضاريس على جهاز عرض البيانات (الداتاتشو) يُري حجم الكارثة التي يمكن أن تحل بفوكة. وعن الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع، ذكر محدثنا الرمي العشوائي للقاذورات وانعدام الصيانة الذي أدى إلى انسداد قنوات الصرف الصحي ومياه الأمطار، بالإضافة إلى البناءات الفوضوية التي تنامت كالفطريات بالمنحدرات ومجاري المياه الطبيعية وحتى مجاري المياه التي أنجزتها السلطات الاستعمارية على شكل شعاب اصطناعية لتصريف مياه الأمطارعبر العديد من المحاور لفتادي تراكمه في اتجاه واحد، مما يتسبّب في الفيضانات لم يعد لها أثر بسبب تغاضي السلطات المحلية على البناءات التي أقيمت بصفة فوضوية بمسالكها. ولإخراج مدينة فوكة من الخطر الذي يهدّدها، علمنا من مصادر على صلة بالموضوع، أن تنفيذ المشروع يتطلب المساعدات والتضحيات من قبل المواطنين خصوصا وأن الأشغال ستؤول إلى تهديم بنايات عديدة جلها فوضوية لوقوعها بمخطط قنوات تصريف المياه العملاقة التي ستنجز في إطار المشروع، وهو ما أشار إليه الوالي في زيارة ميدانية سابقة لمدينة فوكة، حيث أكّد في جلسة عمل حضرها الطاقم التنفيذي للولاية ومنتخبون محليون وممثلون عن المجتمع المدني على ضرورة ترحيل عدد من السكان إلى مناطق أخرى لأنه بمثابة إجلائهم من خطر وشيك وعليه تفهّم ذلك. ب. بوجمعة