لم تدم فرحة المستفيدين من سكنات ''عدل'' على مستوى بلديات الجزائر العاصمة طويلا، بعد أن اصطدم هؤلاء بواقع كارثي سيما ما تعلق بعدم فعالية المفرغات المتواجدة على مستوى العمارات والتي اجتنبت وكالة ''عدل'' فتحها للمستنفدين، ورغم نداءات السكان المتضررين المتكررة من خلال مطالبتهم بالتدخل الفوري للوكالة المعنية قصد وضع حل لمشاكلهم، إلا أن هذه الأخيرة وحسب إجماع السكان تجاهلت طلبهم. في حين يرى البعض أن مسؤولية ما يحدث تقع في نفس الوقت على السكان الذين كان يجدر بهم أن يهتموا أكثر بصيانة عماراتهم، خصوصا إذا علمنا أن العمارات عبارة عن أبراج عالية تضم الواحدة منها قرابة ال 15 طابق، وللاطلاع أكثر على واقع هذه السكنات التي لم ترق حسب المستفيدين إلى المستوى النموذجي المعتمد في البرامج السكنية تقربت ''الحوار'' من الأطراف المعنية وقامت بهذا الاستطلاع. سكنات عدل تغرق في النفايات يعاني سكان حي ''عدل'' ببلدية باب الزوار من عدة مشاكل على رأسها انتشار القمامة في كل مكان، حتى الأرصفة الرئيسية التي تعد واجهة الحي لم تسلم من الظاهرة، إذ يؤكد ممثل عن السكان أنه يتم مؤخرا جمع حوالي 5 آلاف كيس بلاستيكي أسود يوميا من الحي، حسب إحصائيات قام بها السكان، فضلا عن النفايات المتراكمة هنا وهناك والتي تقوم مؤسسة ''ناتكوم'' برفعها أربع مرات في اليوم، إلا أن الوضعية تعود إلى ما هي عليه، وكأن المؤسسة المعنية لم تقم بدورها المنوط بها، ويعود السبب في ذلك حسب ما أكده ممثل الحي إلى تواجد الباعة الفوضويين بالمكان، الذين يتركون هذا الأخير يغرق في النفايات عند مغادرتهم الحي كل مساء، فضلا عن الفوضى التي يتسبب فيها هؤلاء، ضف إلى ذلك عدم احترام بعض السكان لمواقيت إخراج القمامة، ورمي الردوم الناتجة عن إحداث التغييرات على مستوى الشقق والتي غالبا ما تختلط مع النفايات المنزلية، وترفض مصالح ''ناتكوم'' إزالتها لأنها ليست من مهامها. ومن جملة النقائص التي أشار إليها المتحدث عدم فعالية المفرغات المتواجدة على مستوى العمارات والتي رفضت وكالة ''عدل'' فتحها للمستفيدين تخوفا من تدهور المحيط السكني، فهاته التقنية تتطلب جمع النفايات من المفرغات يوميا حتى لاتتكدس وتتسبب في مشاكل بيئية وصحية، إلا أن العملية حسب الوكالة غير مضمونة. الأمن غائب، ومصاعد معطلة إن وسائل التدخل لإطفاء الحرائق في الحي حسب ممثله غير مهيأة، فأنابيب المياه موجودة ولكنها لا تؤدي أي دور حتى صار وجودها كعدمه، وكأنها مجرد ديكور على حد تعبير المتحدث الذي أشار أيضا إلى مشكل المصاعد المعطلة التي لم تجد لها حلا نهائيا، وإلى جانب هذا فغياب الأمن على مستوى الحي ''زاد همه''، حيث سجلت مؤخرا عدة اعتداءات من بينها اعتداء على امراة بداخل العمارة، إذ سرق هاتفها النقال. السلطات المحلية لبلدية باب الزوار من جهتها أكدت أنها غير مسؤولة عن الوضع الذي يعيشه سكان حي ''عدل'' باعتبار أن هؤلاء قد أمضوا عقودا مع وكالة ''عدل''، ما يعني أن هناك دفتر شروط ممضي من قبل الطرفين بخصوص كافة الأعباء مقابل الخدمات. سلطات البلدية تنفي بدورها مسؤولياتها أما عن النفايات المنتشرة بالحي فقد عاب رئيس البلدية تصرفات المواطنين الذين يشجعون تواجد الباعة غير الشرعيين بحيهم من خلال اقتناء مختلف السلع منهم، وفي المقابل يتهمونهم بتلويث المحيط السكني. ضف إلى ذلك عدم احترامهم لتوقيت إخراج القمامة، حيث اتفقت البلدية مع ممثل ''عدل'' على جمع النفايات على التاسعة ليلا، على أن يقوم هذا الأخير بإعلام المواطنين بذلك، إلا أنهم لم يلتزموا بالمواعيد وبالخصوص الردوم الناتجة عن الأشغال المنزلية، التي أكد رئيس البلدية بخصوصها أن مصالحه قد سخرت شاحنة للسكان لرفعها بعدما رفضت مؤسسة ''ناتكوم'' القيام بذلك. تجدر الإشارة إلى أن بلدية باب الزوار أمام تحد كبير بخصوص ظاهرة انتشار النفايات عبر محيطها، فهي تقوم بجمع 9900 طن من الردوم، 600 عجلة مطاطية، وأيضا رفع 20 ألف طن من النفايات المنزلية، وتسخر مؤسسة ''ناتكوم'' لهاته العمليات 90 عاملا لجمع القمامة و15 ''كناسا'' و15 شاحنة، أما بخصوص الردوم فيتم برمجة حي كل يوم للاستفادة من العملية.