ينتظر من الملتقى الدولي حول ''تراث الأمير عبد القادر بين الخصوصية والعالمية من خلال مقاربات تحليلية '' الذي سينظم اليوم بجامعة وهران، أن يؤسس لمرجعيات تاريخية عميقة لطالما نادى بها المؤرخون والباحثون والمثقفون الجزائريون حسبما أفاد به رئيس اللجنة العلمية لهذا الملتقى الدكتور بوعلام بلقاسمي. ويرى المصدر نفسه خلال تنشيطه لندوة صحفية حول موضوع الملتقى بمقر عمادة جامعة السانيا بوهران، أن هذه التظاهرة ذات الطابع الأكاديمي والعلمي ستحاول إرساء تقاليد علمية بجدية أكثر بعيدا عن الأساليب المهرجانية. ويحاول القائمون على تأطير هذا اللقاء الذي سيشهد إلقاء 46 محاضرة بمشاركة باحثين ومؤرخين من 8 بلدان أجنبية وباحثين جزائريين من 8 جامعات من مختلف أقطار الوطن - يضيف ذات المتحدث - ترسيخ نهج جديد في مناقشة التراث العميق والمتجذر لشخصية الأمير عبد القادر وخصوصيته بين المقاومة المحلية، وتفتحه على الفكر العالمي والانساني. وستتمحور الاشكالية الرئيسية للملتقى حول سؤال: ماذا بقي لنا من تراث الأمير عبد القادر، و كيف لنا أن نوظف هذا التراث في ثقافتنا وسياساتنا وفي تعليمنا ومنظومتنا التربوية. وستتناول المحاور الستة للملتقى الذي سيدوم يومين مواضيع لها علاقة بالفكر العميق للأمير ''كنموذج انساني متميز'' كتب 16 ألف رسالة والعديد من دواوين الشعر وفي الأدب ناهيك عن سجالاته مع أبرز المفكرين الأجانب. وسيتم كذلك إلقاء محاضرات تحتوي على مقاربات تحليلية حول ازدواجية تراث الأمير عبد القادر بين المقاومة وتأسيس الدولة، ثم كتابات الآخرين من المفكرين العالميين حول البعد الانساني لفكره وشخصه، بالاضافة إلى إلمامه بمسألة الحداثة وحتمية التجديد، وكذا الأبعاد الروحية في تراثه ، وعن تصوفه وأدبه وسياسته وفكره من خلال محور معنون ب''من الزهد الى العرفان''. وستنظم قيادة الناحية العسكرية الثانية بالتنسيق مع المتحف المركزي للجيش معرضا نوعيا على هامش الملتقى، الذي يصادف الذكرى المئوية الثانية لميلاد الأمير عبد القادر. ويحتوي هذا المعرض على ''لوحته البيانية'' للمقاومة ولوحات زيتية وصور حول معاركه الشهيرة مثل معركتي ''المقطع'' و''خنق النطاح'' ومعاهداته مثل معاهدة ''تافنة'' وأوسمته وسيفه ومخطوطاته.