أكد الدكتور بوعمران الشيخ، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، على هامش الملتقى الدولي حول "تراث الأمير عبد القادر بين الخصوصية والعالمية مقاربات تحليلية"، الذي احتضنته جامعة وهران، أن "مؤسسة الأمير" التي هو عضو فيها، واجهتها صعوبات جمّة أثناء استرجاع أغراض الأمير عبد القادر، التي لا تزال إلى حد الساعة بعض العائلات عبر ربوع الوطن تحتفظ بها ورفضت تسليمها للقائمين على المؤسسة. * وأرجع بوعمران هذه التصرفات إلى الرغبة في التبرك بآثار قائد المقاومة الشعبية ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، المتمثلة في بعض الرسائل والمخطوطات والألبسة، وحتى الأسلحة. لكن هذه الأمور، كما قال بوعمران، لا تخدم المساعي المبذولة لحفظ ذاكرة الأمة، مضيفا أن مؤسسة الأمير استطاعت أن تسترجع مجموعة معتبرة من أغراض الأمير من سوريا، حيث تم وضعها في متحف أحمد زبانة بوهران، في انتظار تجسيد مشروع "دار الأمير" في الجزائر العاصمة، التي شدّد على ضرورة تشييدها، لجمع كل مخلفات "رمز التسامح الديني والإنسانية". وعن مشكلة قبر الأمير في سوريا، الذي دفن فيه أحد الشيوخ المولعين بشخصيته، قال بوعمران إن هذه المشكلة حلّت، وتم نقل جثمان الشيخ المتوفى إلى مكان آخر. * وكان الشيخ بوعمران قد ألقى مداخلة قيمة تحت عنوان "الأمير عبد القادر والتسامح الديني"، عدّد فيها مناقب الأمير، مستوقفا الحضور عند أبرز المحطات الإنسانية التي حفرت اسم هذه الشخصية الفذّة التي أعطت للغرب دروسا في التسامح الديني، عندما استطاع بحكمته أن ينقذ 12 ألف مسيحي من الموت، إبان حكم العثمانيين في بلاد الشام، ما جعل ملوك فرنسا، اليونان، الدانمارك، روسيا وغيرهم يرسلون له خطابات الشكر والامتنان على صنيعه هذا. * وينبغي الإشارة إلى أن الملتقى الدولي حول "تراث الأمير عبد القادر" شهد مشاركة منقطعة النظير من أساتذة وباحثين من الجزائر، المغرب، تونس، فرنسا، الولاياتالمتحدةالأمريكية وغيرها، علما أن أسرة الملتقى تلقت أكثر من 160 طلبا للمشاركة من أساتذة وباحثين أجانب.