مع اقتراب كل عيد أضحى تكثف وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات من حملاتها التحسيسية ضد مخاطر الكيس المائي، وكيفية تجنب الإصابة به وطرق انتقاله، وفي هذا الصدد ولتسليط الضوء على هذا الجانب قدمت الدكتورة ''بن مربي أمينة'' في لقاء مع ''الحوار'' بعض المعطيات حول هذا المرض السريع الانتشار والواسع المخاطر. الحوار: ما هو تعريف الكيس المائي من الناحية العلمية؟ - بن مربي: هو عبارة عن مرض من النوع الذي يعرف علميا ب ( أنتروبوزونوس)، بمعنى يؤثر على الحيوانات من الصنفين آكلات اللحوم وآكلات الأعشاب كالكلاب والمواشي مثلا، وعلى الإنسان في نفس الوقت، وهو ناجم عن جرثومة أو طفيلي (الإشينو كوكوس غرانولوسوس)، والذي يعد سريع الانتقال بين هذه الأطراف. كيف يمكن له أن يتنقل بين هذه الأطراف المختلفة النمط الغذائي؟ - دورة انتقال هذا الطفيلي ليست بالمعقدة فالجرثومة تتواجد طبيعيا على مستوى الجهاز التنفسي للمواشي والأغنام وتحديدا في الرئة وفي أحيان أخرى على مستوى الكبد، فهما المكانان الوحيدان اللذان يمكن للجرثومة أن تعيش وتتأقلم فيهما للتطور ويظهر هذا الطفيلي عند الأغنام بعد تناولها البيض الفاسد الذي يترك في الطبيعة، أما بالنسبة للكلاب أو الحيوانات آكلات اللحوم فتصاب بالطفيلي عن طريق أكل الأعضاء المصابة للماشية التي يتم التخلص منها في الهواء الطلق بعد عملية الذبح دون إتلافها بالمواد السامة والحارقة كالجير أو المنظفات المنزلية أو روح الملح. وكيف لنفس الجرثومة أن تنتقل للإنسان؟ - لا ينتقل إلى جسم الإنسان بنفس الطريقة التي ينتقل بها إلى الحيوان، فلا يكون سبب الإصابة تناول زوائد الخروف المصابة وإنما عن طريق ابتلاع شعر الكلاب المصابة أو تناول أطعمة قد تحتوي شعيرات من الكلاب المصابة أو الاحتكاك المباشر ببرازها. ما هي أعراض الإصابة لدى الإنسان، أي ما الطرق التي يمكن التأكد من خلالها من الإصابة؟ - الكشف عن وجود جرثومة الكيس المائي في جسم الإنسان لا يتم إلا عن طريق الفحوصات الطبية شبه العيادية من خلال إخضاع الشخص لصور الأشعة والتصوير بالرنين المغناطيسي في مصالح الطب الباطني، حيث لا توجد أعراض محددة تنبئ بالإصابة بالكيس المائي. وأين تتمركز جرثومة (الإشينو كوكوس غرانولوسوس) في جسم الإنسان؟ - الكبد هو أكثر الأماكن عرضة للإصابة بنسبة 50 إلى 70 بالمائة، تليه الرئة بمعدل 25 إلى 40 بالمائة، بينما يندر أن تكتشف الإصابة في عضو آخر من جسم الإنسان. هل يمكن للشخص المصاب أن يتعرض لتعقيدات صحية خطيرة في حال ما لم تكتشف الإصابة مبكرا؟ - قد يصاب الشخص المصاب إذا لم يتم الكشف في مرحلة مبكرة عن إصابته بتعقيدات صحية تصل إلى غاية الجراحة، بظهور اليرقان، وظهور تكيسات والتهابات في محتوى الكيس على مستوى الكبد وتمزقات في هذا العضو. أما إذا ما كانت الإصابة على مستوى الرئة، فيحدث خروج المياه من الجيوب الرئوية للشخص المريض، تصاحبه صعوبة وضيق في التنفس ناجمة عن التقيحات. هل تعد الجراحة الطريقة الوحيدة لعلاج الكيس المائي؟ - الحل الوحيد للتخلص من الكيس المائي هو إخضاع المريض إلى عملية جراحية يستأصل من خلالها الكيس، فهي الحل الأسرع بينما توجد طرق علاجية أخرى كالعلاج فوق الجلدي، وهذا وفقا نوع ودرجة التعقيد فإذا كانت الحالة جد معقدة يقرر الطبيب المعالج القيام بعملية جراحية، بينما إذا لم تكن هناك تعقيدات فيتقرر العلاج عن طريق الأدوية مع المتابعة المستمرة لتطور الحالة. وكيف يمكن تجنب الإصابة بالكيس المائي؟ - تبقى الوقاية خير من العلاج ولذا نعمل كأطباء على توعية الأفراد وتربيتهم صحيا فيما بتعلق بعملية الذبح بالفحص الدقيق لكبد ورئة الماشي والتأكد من خلوها تماما من التكيسات، والحرص على التخلص منها بالطريقة الصحيحة إذا ما كانت مصابة عن طريق ردمها وإتلافها باستعمال مواد التنظيف أو مواد كيماوية أخرى تنفر الكلاب منها، وكذا القضاء على الكلاب الضالة التي تقتات على الفضلات باعتبارها الأكثر عرضة لتناول الأعضاء المصابة للماشية، والأهم من ذلك تفادي ملاعبة ومداعبة الكلاب. يبقى الكيس المائي مرضا خطيرا، ما هي نسبة الإصابة به في الجزائر؟ - حسب الإحصاءات المقدمة من طرف سجلات مصالح الطب الباطني، تشكل الإصابة بالكيس المائي السبب الرئيسي وراء خضوع 2000 شخص سنويا للعمليات الجراحية.