وجه مجموعة من الأطباء ورؤساء الجمعيات تحذيراتهم إلى المرضى ذوي األمراض المزمنة والمواطنين بصفة عامة بتجنب الأماكن العامة، والحرص على تتبع الشروط الكفيلة بوقايتهم من انتقال أنفلونزا الخنازير، وحرص أغلب الذين تحدثنا إليهم على ضرورة وصول العلاج إلى فئة كبيرة من المواطنين بأسرع وقت ممكن، لتجنب كوارث قد يحدثها الانتقال السريع للمرض، خاصة مع دخول فصل الشتاء. انتقل الخوف من وباء أنفلونزا الخنازير من صفوف المواطنين العاديين ليشمل الأطباء ورؤساء الجمعيات، الذين طالبوا وزارة الصحة بالإسراع بتلقيح المواطنين، خاصة ذوي الامراض المزمنة الذين يواجهون خطرا صحيا عاليا يتهددهم كل يوم، دون أن يجدوا سبيلا لحماية أنفسهم، رغم الاحتياطات التي يقومون بها كل يوم. تحذير من انتقال سريع للمرض وسط الاطفال دعا الدكتور محمد صحراوي طبيب أطفال من مستشفى ''بلفور'' بالعاصمة وعضو الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث الى ضرورة أن يعي المواطنون وخاصة أولياء الاطفال خطورة وباء أنفلونزا الخنازير، وألح على تجنيب الاطفال الأماكن العامة خاصة الرضع منهم، مع إجبار الاطفال المتمدرسين على غسل أيديهم وتلقينهم شروط النظافة، ليتجنبوا انتقال العدوى إليهم، وبخصوص هذا الامر أوضح الدكتور صحراوي أن مصلحة طب الاطفال بمستشفى''بلفور'' سجلت وفاة سيدة حامل أصيبت بأنفلونزا الخنازير، وتم تحويل سيدة ثانية حامل من نفس المستشفى توفيت هي الأخرى في مستشفى القطار، وعن الاجراءات الوقائية المتخذة على مستوى المستشفى أكد الدكتور صحراوي أن إدراة المستشفى لجأت إلى عزل السيدات الحوامل المشتبه بإصابتهن بأعراض الأنفلونزا العادية أو أنفلونزا الخنازير في غرف خاصة بهن، وتجنب احتكاكهن مع نزيلات المستشفى، كما يتم توجيه الحالات المشكوك فيها الى مصلحة الولادة ببلكور بالعاصمة. وفيما يخص الاطفال أكد الدكتور صحراوي تسجيل حالتين مشتبه فيهما، ومع إجراء التحاليل ظهرت النتيجة سلبية أكدت خلوهما من فيروس أنفلونزا الخنازير، ونصح الدكتور صحراوي بضرورة اتباع الاحتياطات اللازمة على مستوى الأسر والمدارس لتجنيب الاطفال خطر هذا الوباء الذي بدأ يتسلل رويدا إلى بلادنا، دون أن ينتبه إليه أحد، إلا أن تسجيل الوفيات أدخل الرعب في نفوس المواطنين خاصة مع التأكيد على أنه ولا أحد محصن أو محمي من التعرض للفيروس وأخطاره التي قد تصل الى حد الوفاة. مرضى الإيدز ومخاوف بالجملة تضاعف الخوف من انتقال أنفلونزا الخنازير لدى مرضى الايدز، حيث من المعروف عن هذه الفئة هو افتقادها التام للمناعة، وهو ما يجعلها أمام خطر حقيقي للإصابة بأنفلونزا الخنازير، وقد تواجه مخاطر أكبر بحكم أنها تخضع لمقاييس معينة وشروط محددة لعلاجها، وقد أكدت السيدة حياة رئيسة جمعية حاملي فيروس الايدز، مخاوف هذه الشريحة من تعرضها لمخاطر مضاعفة لهذا الوباء بسبب ضعف أجهزتهم المناعية، وسهولة اختراق المرض لأجسادهم، وناشدت المتحدثة وزارة الصحة بضرورة وضع برنامج خاص بهذه الفئة وإعلامها بالطرق الوقائية اللازمة لذلك، وعدم تركها دون توجيهات خاصة، وأنهم معنيون كغيرهم من المواطنين بخطورة هذا المرض وتهديده لحياتهم. لا خيار أمام مرضى السكري إلا أخذ اللقاح أكد فيصل أوحدة رئيس جمعية مرضى السكري بالعاصمة أنه لا يوجد خيار ثالث يمكن الاستنجاد به للوقاية من أنفلونزا الخنازير، بالنسبة لمرضى السكري فإما التلقيح وبالتالي التحصن من خطر الإصابة بهذا الفيروس، أو عدم التلقيح والرفع من فرص الإصابة به، أو حتى الوفاة متأثرين به، وكشف في حديثه للحوار عن نتائج الحملة التلقيحية التي باشرتها الفدرالية الوطنية لمرضى السكري لصالح المصابين بمرض السكري، ضد الأنفلونزا الموسمية والتي انطلقت شهر جويلية الماضي من وهران بالتزامن مع تسجيل أولى حالات الإصابة بالأنفلونزا على أرض الوطن وأوضح أوحدة أن العملية لاقت إقبالا كبيرا من طرف مرضى السكري عبر مختلف أنحاء الوطن. ونصح فيصل أوحدة جميع مرضى السكري إلى التوجه لدى انطلاق عملية التلقيح إلى مختلف المراكز لتلقي الجرعة اللازمة من باب الوقاية والحذر مع التزامهم لمعايير النظافة والنصائح والإرشادات التي تقدمها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبر مختلف القنوات الإعلامية والمطويات والمنشورات التي توزع في مختلف الإدارات والتجمعات. كما دعا محدثنا هذه الفئة إلى عدم الاستماع للأقاويل المحذرة من أخذ اللقاح، بحكم أنه جديد وغير مجرب، ووجود أطراف منادية بعدم أخذه بسبب آثاره الجانبية المجهولة، لأنه لازال جديدا على الساحة الدولية، مستندا في كلامه إلى الثقة التي توليها الفدرالية للدولة، فاللقاح لن يوزع على الساحة إلا بعد إخضاعه للتحليل على مستوى المخبر المرجعي لمراقبة الأدوية، فمن غير المعقول أن يتم السماح بتداوله على الساحة الوطنية إذا ما ثبت أنه غير فعال.