قام يوم أمس معظم سائقي حافلات النقل العمومي النشطين على مستوى الخط الرابط بين ولايتي بومرداس الجزائر العاصمة، بإضراب واسع شل حركة النقل عبر هذا الخط الحيوي، احتجاجا على ما وصفوه بالوضعية المزرية التي يتخبطون فيها، في ظل اهتراء شبكة الطرقات، سحب الوثائق مع حجز الحافلات وانعدام الأمن بالطريق الرابط بين بلديتي الرغاية وبودواو وبالضبط في محطة ''الكروش''، حيث يلجأ قطاع الطرق وهم من شباب المنطقة، إلى الاعتداء على مستخدمي المركبات المارة بوسط هذا الطريق باستخدام السلاح الأبيض كالسكاكين، الخناجر، السيوف، الهروات والرشق بالحجارة، غير مكترثين لسلطات بلدياتهم التي عجزت عن التصدي لهؤلاء، بالرغم من الشكاوي العديدة المرفوعة على مسامعهم من قبل سكان البلدية لاسيما المتضررين منهم، حسب تصريحات بعضهم ل ''الحوار''. وبهذا الصدد ونتيجة للخطر الكبير الذي يعترض كل يوم سبيل السائقين والمسافرين على حد سواء، شل أمس جل مستعملي خطوط النقل الرابطة بين ولايتي بومرداس والعاصمة عبر البلديات الواقعة بالجهة الشرقية ابتداء من باب الزوار مرورا بالحميز، الرويبة، الرغاية بالعاصمة وإلى غاية بودواو، قورصو وما بينهما ببومرداس حركة النقل بهذه الخطوط، احتجاجا على الوضعية الكارثية التي يعيشونها كل يوم في ظل تجاهل السلطات لطلباتهم، بشأن الإفراج عن مركباتهم المحجوزة في المحاشر منذ شهر تقريبا وتهيئة شبكة الطرقات التي عن طريقها تتضرر مركباتهم مع توفير الأمن على مستوى الطريق الوطني رقم 05 وبالضبط بمنطقة الكروش الواقعة ببلدية الرغاية عبر الخط الرابط بين هذه الأخيرة وبلدية بودواو ببومرداس، حيث تحدث الكثير من عمليات الاعتداءات والسطو على ممتلكات المسافرين سواء كانوا كبارا أو صغارا، باستخدام شتى الوسائل والطرق والتي كان آخرها قبل يومين من كتابة هذا المقال، أين قامت مجموعة ملثمة من شباب المنطقة بتطويق إحدى الحافلات المارة وسط الطريق والصعود بداخلها، حيث قاموا بالسطو على ما بجعبة المسافرين من ممتلكات كالذهب ومبالغ مالية وهواتف نقالة وكل شيئ ثمين يمكنهم بيعه أو استخدامه. على صعيد ذي صلة شهدت محطات الحافلات لنقل المسافرين الواقعة عبر هذه الخطوط كمحطة الرغاية، الرويبة، باب الزوار، بودواو، بومرداس، اكتظاظا رهيبا للمسافرين وصل لقارعة الطريق، الوضع الذي خلق فوضى عارمة، نتيجة عجز أعوان الأمن المتواجدين على مستوى هذه المحطات على تنظيم حركة المرور وجعل هؤلاء المسافرين يلازمون المحطة حتى لاتقع حوادث دموية سواء كانت وفيات أو سطو واعتداءات من قبل المستغلين. في سياق آخر أعرب عدد هائل من مستعملي هذه الخطوط أثناء لقائهم بيومية ''الحوار''، عن استيائهم الشديد، نتيجة انعدام وسائل النقل التي من شأنها أن تقلهم إلى وجهاتهم ومناطق دراستهم وعملهم، ما خلق لديهم تذمرا وقلقا كبيرين، نتيجة تأخرهم عن مواعيدهم الضرورية كالدراسة والعمل. وأمام كل هذه الفوضى التي تحدث وسط قطاع النقل، يناشد مستعملو هذه الخطوط السلطات المعنية المتمثلة في وزارة النقل ومديريتها وكل الجهات المسؤولة، بغية التدخل العاجل والتكفل بمطالبهم وانشغالاتهم قبل حدوث ما لايحمد عقباه على حد تصريحاتهم .