كشفت مصادر مطلعة أن عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب حبهة التحرير الوطني، التقى مساء أول امس عبد الله جاب الله رئيس حركة الإصلاح الوطني سابقا، بالمقر المركزي للافالان بحيدرة لمدة تزيد عن ثلاث ساعات، تناولا فيها بالتفصيل العديد من القضايا السياسية والوضع العام قبيل الإنتخابات الرئاسية المقبلة التي نالت حصة الاسد من حديث بلخادم مع جاب الله. وذكرت هذه المصادر التي تحدثت ل ''الحوار'' أن اللقاء الذي جرى ليلة أول أمس بالمقر المكزي للأفلان بحيدرة، تم ترتيبه أثناء لقاء بلخادم بجاب الله في مؤتمر حق العودة والذي شاركا فيه سويا في العاصمة السورية دمشق في 20 نوفمبر الماضي، وظهر مما تسرب من مبحاثات الرجلين أنهما تحدثا مطولا حول الوضع السياسي العام، وتركز الحديث خصوصا حول الإنتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في أفريل المقبل . ولم تكشف هذه المصادر بالضبط ما دار بين الرجلين بخصوص الرئاسيات التي تبقى بيت القصيد في الموضوع، وإكتفت بالقول بأن بلخادم ''رجل محترم'' وله علاقات طيبة وممتازة مع جميع الفاعلين في الساحة السياسية، ولذا من الطبيعي جدا- حسبها- أن ينظم مثل هذه اللقاءات التشاورية خصوصا بين رجلين تجمعها علاقات طيبة وقديمة". وقد استشف من كلام هذا المصدر المقرب جدا من بلخادم، أن جاب الله أبدى ليونة كبيرة حيال مختلف القضايا ومنها الرئاسيات، وظهر من كلام الرجل أنه لم يفصل بعد في مسألة ترشحه للاستحقاق المقبل، عكس ما كان مروجا له من قبل بأنه قرر عدم المشاركة بصفة قطعية ورسمية خلال الإستحقاق الرئاسي المقبل، رغم أنه لم يقل ذلك صراحة لوسائل الإعلام التي اصبح نادرا ما يتكلم إليها، إلا في مناسبات قليلة، وظل يردد في كل مرة ان الأمر سابق لاوانه ويبقى من صلاحيات مجلس الشورى الذي له وحده حق البت فيه. واتضح أن ما نقل على الرجل لا يعدو أن يكون مجرد قراءات عامة ليس إلا. وعن مناسبة هذا اللقاء وكيف تم هل بدعوة من بلخادم أم بطلب من جاب الله، قال ذات المتحدث أن اللقاء تم ترسيمه في دمشق حينما التقى الرجلان في ملتقى حق العودة، فقد تحدثا هناك مطولا حول قضية الإصلاح والرئاسيات وأمور كثيرة طرحها جاب الله على بلخادم، واتفقا بعد ذلك على ضرورة تجديد اللقاء في مقر الأفالان، وهو ما حصل مساء أول أمس. ويكون جاب الله الذي أكد في مناسبات سابقة أنه راسل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفلقة، ليوضح أنه كان ضحية تلفيق لكلام نسب إليه ظلما بخصوص كلام لم يقله - على حد تعبيره- ، قد فضل تفنيد ما قيل على لسانه بخصوص الرئاسيات وأمور أخرى من خلال مده جسور التواصل مع بلخادم الذي يحظى بسمعة طيبة ومصداقية كبيرة لدى الإسلاميين تحديدا، وهو الذي قال ذات يوم أن علاقته ببوتفليقة جيدة وما قيل للرئيس عنه مجرد أقاويل من جهات أخرى حسب رواية جاب الله. ويبقى الثابت والأكيد أن موضوع ترشح جاب الله للاستحقاق الرئاسي سيعرف المزيد من الوضوح خلال الأيام المقبلة، وسيجبر من أبدى نيته في الترشح من الإسلاميين على إعادة حساباته خصوصا الوزير الأسبق مناصرة، شأنه شأن حركة النهضة وجناح الإصلاح اللتان ستلجأن إلى خيار دعم أحد المرشحين وسيكون بوتفليقة المنتظر دخوله كمرشح إجماع في أفضل رواق لذلك.