كشف مصدر مقرب من عبد الله جاب الله مؤسس حركتي النهضة والإصلاح، أن هذا الأخير سيترأس الجمعة القادم إجتماعا للجنة الوطنية المكلفة بمتابعة الإستشارة السياسية، التي أطلقها بداية هذا الشهر، لقواعده وجميع الفاعلين من بقايا التيار الإسلامي، وينتظر أن يتم على ضوء نتائج هذه الاستشارة تحديد أولويات العمل خلال المرحلة المقبلة بما في ذلك موضوع مشاركته في الرئاسيات المقبلة. وأوضح هذا المصدر المقرب من جاب الله أن نتائج هذه الإستشارة الموسعة التي اطلقت بداية هذا الشهر، ستعرف خلال الجمعة القادم، وتحفظ عن الخوض في الاتجاه العام لآراء ما تبقى من قواعد الإصلاح والإسلاميين، حول القضايا التي استشيروا فيها، والتي يأتي رهان تنظيم الصفوف من أهم أولوياتها، مكتفيا بالقول أن الاستشارة عرفت مشاركة واسعة لكل أبناء حركة الإصلاح، وحتى من خارجها في يجهل لحد الآن مضمونها ولا حتى مضمونها وشكلها. وأضاف هذا المصدر الذي تحدث ل ''الحوار'' وتحفظ عن ذكر إسمه أنه من السابق لأوانه الحديث عن موقف محدد لمستقبل جاب الله السياسي، سواء بالذهاب إلى تأسيس حزب جديد يؤطر ما تبقى من وعاء الإصلاح والتيار الإسلامي، أو بالتشبث ببصيص الأمل الذي تركته فتوى مجلس الدولة في موضوع إسترداد الحركة من خصومه التقويميين، الذين يسيرونها بقرار من وزارة الداخلية، ولو أن جميع المؤشرات تصب في خانة أن جاب الله سينتضر أكثر إلى غاية مرور الرئاسيات المقبلة، من أجل إتخاذ خطوات ملموسة خصوصا في مسالة تأسيس حزب جديد، والتي تعد الاستشارة التي أطلقها مؤخرا بمثابة جس نبض للقواعد بهذا الخصوص. نقطة أخرى جد مهمة وتعد مربط الفرس في الموضوع، وهي الوساطة التي قيل أن عبد العزيز بلخادم الامين العام الأفالان قد قادها من أجل إعادة الدفئ إلى العلاقة بين جاب الله والسلطة، والتي يبقى جاب الله مطالب بإنتظار ما ستفرزه هذه الوساطة التي يعول عليها كثيرا، في إذابة الجليد عن الموضوع بفضل مصداقية بلخادم والثقة التي يحظى بها من طرف الإسلاميين وجاب الله تحديدا وكذا قربه من الرئيس وكونه يشكل مصدر ثقة كبيرة عنده، وهو ما يفسر أن الموضوع جدي ووفق هذا الطرح فإن الرجلان ضربا موعدا للإلتقاء مجددا بعد لقاءهما الاول في مقر الأفالان بحيدرة، وهنا تشير بعض الأصداء إلى أن بلخادم سيحمل معه ما سيفرح جاب الله .وبين انتظار جاب الله لهذه الوساطة وحساباته في تنظيم صفوفه، يبقى موضوع ترشحه للرئاسيات المقبلة شبه مؤكد، رغم إصراره شخصيا وكل الفاعلين في محيطه على محاولة فصل الموضوع عن هذه الإستشارة، لأنها الطريق الوحيد والفرصة الثمينة من أجل تنظيم القواعد من جديد وشحن المزيد من الدعم الشعبي كما حدث في رئاسيات 1999 التي أسس بعدها حركة الإصلاح.