أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أن استكمال مسار مبادرة ''النيباد'' بات من الأولويات، وأمرا مستعجلا لتحقيق التناسق والانسجام في العمل القاري المشترك من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في إفريقيا، هذه الأخيرة التي قال أنها عرفت منحى مشجعا خلال السنوات الأخيرة من حيث مؤشرات النمو الاقتصادي. وأضاف الرئيس في كلمته التي ألقاها أمس، خلال الدورة ال 19 للجنة رؤساء دول وحكومات المعنية بتنفيذ مبادرة النيباد المنعقدة بشرم الشيخ. أن هذا المنحنى يظل ضعيفا وهشا لأنه ظل مرهونا ومرتبطا دوما بالزيادات التي تعرفها أسعار المواد الأولية في الأسواق الدولية، مشيرا إلى النتائج الإيجابية لمبادرة النيباد لم تؤدي في كل الحالات إلى تراجع ظاهرة الفقر في القارة، بل على العكس من ذلك أخذت الظاهرة -حسب بوتفليقة- في التنامي بشكل محير في وضع اقتصادي عام تميز باطراد في النمو. وأوضح بوتفليقة أن التعجيل باستكمال مسار النيباد يتصل كذلك بضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة من حيث نوعية المقاربة والتكفل الملموس بكبريات المشاريع المهيكلة والجاهزة التي تنظر التنفيذ النهائي من خلال تجاوز مشلكة الأموال والتنفيذ البنكي، هذا إضافة إلى امتلاك الآليات والأدوات الكفيلة بمراقبة إنجاز هذه المشاريع سواء بين البلدان الإفريقية في ما بينها أو مع الشركاء الآخرين المنخرطين في مسار النيباد. و ذكر بوتفليقة بأن إطلاق الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء قبل خمس سنوات كان دليلا قاطعا -حسبه- على يقين الأفارقة بأن الحكم الراشد يضفي قيمة مضافة على الجهود التنموية، الذي لا تنجر عنه في أي حال من الأحوال شروط ولا قيود مفروضة من الخارج ، مضيفا في نفس السياق بأن المبادرة غدت مكسبا هاما لإفريقيا قاطبة ينبغي تعزيزه وتثمينه من خلال تحسين الأداء وصقل الأهداف لخدمة شعوب القارة على نحو أفضل، وحمايتها من كل تأثير خارجي بشكل يجعلها تحتفظ بطابعها المتميز كمبادرة افريقية محضة. وطالب بوتفليقة في سياق آخر بإدراج آلية تقويم المبادرة الذي تقرر في سنة 2003 ضمن جدول أعمال اللقاءات المقبلة التي ستجمع القادة الأفارقة مستقبلا منوها بأهمية لقاءات التقييم التي عقدت بالجزائر وكيب تاون. وعرج بوتفليقة في كلمته التي رافع من خلالها على أهمية النيباد التي تعتبر الجزائر من مؤسسيها الأوائل، على الأزمة الغذائية التي يعرفها العالم حاليا والأبعاد الخطيرة التي تنطوي عليها، مبرزا أنه لا مناص من تطوير الفلاحة التي قال أنها ستبقى في أولويات الإتحاد الإفريقي، من خلال البرنامج الشامل للتنمية الفلاحية في إفريقيا المدرج في إطار المبادرة ، ومشيرا إلى أن إفريقيا فوجئت بهذه الأزمة التي تزداد حدتها بفعل عمليات المضاربة التي تعرفها الأسواق العالمية. من جهة أخرى كشف بوتفليقة أن إفريقيا لا تنتج إلا 4 بالمئة من الغازات الملوثة ومع ذلك تبقى المتضررة الأولى من ظاهرة الاحتباس الحراري المسبب للجفاف وانحسار الغطاء النباتي وحدوث العديد من الكوارث الطبيعية .