ماتزال طرقات الجزائر تسجل المزيد من الحوادث وتحصد الكثير من الأرواح حيث أفادت آخر إحصاءات الديوان الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق تسجيل أكثر من31 الف حادث مرور في سنه 2008 عبر مختلف طرقات الوطن بزيادة تقدر ب16بالمائة عن الحصيلة المسجلة في نفس الفترة من السنة الماضية حيث بلغ عدد القتلى نتيجة حوادث المرور3455 قتيل بزيادة قدرت ب12بالمائة مقارنة مع 2007 أما عدد الجرحى فقد تجاوز49 الف جريح. ذكر السيد زواوي ممثل عن الأمن الوطني أن الجزائر تشهد سنويا ارتفاعا مخيفا في حوادث المرور وتحصد مختلف الطرقات يوميا عددا معتبرا من الضحايا الذين يفقدون حياتهم نتيجة عدة أسباب تختلف من حادث لآخر. وأضاف أن الشهر الأخير من سنة 2008 سجل وفاة 35 شخصا على مستوى التراب الوطني في 460 حادث. ولتفادي تسجيل مثل هذه الحوادث الخطيرة كل يوم قدم السيد زواوي مقترحات تهدف إلى توحيد جهود مختلف الأطراف الفاعلة والمهتمة بالسلامة المرورية من وزارة النقل إلى مصالح الأمن والدرك الوطني مرورا بالحماية المدنية للإنقاص من حدة الأضرار التي تسببها حوادث المرور المختلفة، وأضاف أن الأمن الوطني يقدم حوصلة شهرية لحوادث المرور في حين أن الدرك الوطني يقدم حوصلته كل ثلاثة أشهر بالإضافة إلى الحماية المدنية وغيرها، فمن الضروري - يؤكد السيد زواوي- أن تعمل مختلف هذه الهيئات بالتنسيق مع بعضها البعض لإعطاء أرقام موحدة عن حوادث المرور ومحاولة تكثيف الجهود لدراسة المعطيات الخاصة بكل حادث ومعرفة الأسباب الرئيسية التي أدت إلى وقوعه. ويرى السيد زواوي أن مصالح الأمن سجلت في مختلف تدخلاتها أن العامل البشري يتدخل في 94 بالمائة من حوادث المرور التي تعرفها بلادنا من خلال السرعة المفرطة أو التجاوز الخطير، حيث سجلت مصالح الأمن في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر الفارط في الجزائر العاصمة فقط سحب 3334رخصة سياقه بسبب التجاوز الخطير بالإضافة إلى تسجيل ستة آلاف جنحة مختلفة. السائقون الجدد يتسببون في 50بالمائة من الحوادث تشهد المناطق الحضرية ارتفاعا محسوسا في حوادث المرور حيث سجلت الأشهر الإحدى عشر الأولى من سنة 2008 تسجيل 709قتيل في المناطق الحضرية التي كان من المفروض ألا تشهد هذا العدد الكبير من القتلى لأن أغلب مستعملي الطرق الحضرية داخل المدن يتجنبون السرعة المفرطة، إلا أن بعض السائقين وللأسف لم يعد يفرق بين السير في الطريق المزدوج وبين السير في الطرق الحضرية التي تعرف حركة كبيرة للراجلين خاصة الأطفال الذين يعتبرون الفئة الأكثر تضررا من هذه الحوادث في بلانا ، و أمام التزايد المفرط لحوادث المرور قدرت منظمة الصحة العالمية أنه في حدود سنة 2020ستنتقل حوادث المرور من المرتبة التاسعة للأسباب المؤدية إلى وفاة البشر في العالم إلى المرتبة الرابعة، حيث ستؤدي حوادث المرور إلى وفاة عدد كبير من الناس عبر مختلف أرجاء العالم وسيكون للعالم الثالث النصيب الأكبر من عدد الوفيات نتيجة تداخل عدد كبير من الأسباب المختلفة أهمها الاستعمال المفرط للسرعة خاصة في بلادنا التي تحتل المرتبة الرابعة عالميا والأولى عربيا في تسجيل حوادث المرور. وذكر السيد زواوي أن المصالح المختصة تؤكد أن 50بالمائة من الحوادث يتسبب فيها السائقون الجدد الذين لا تتجاوز مدة تحصلهم على رخصة السياقة السنتين خاصة الشباب منهم المولعين باستعمال السرعة المفرطة، بالإضافة إلى سائقي الدرجات النارية بمختلف أنواعها الذين يتسببون في وقوع العديد من الحوادث عبر الطرقات وتفكر المصالح المختصة في وضع قانون يمنع قيادة الدراجة النارية إلا لمن يحمل رخصة سياقه مهما كان نوع الدراجة النارية لتفادي سياقتها من طرف القصر والمراهقين وحتى الأطفال الذين لا يقدرون خطورة الدراجات النارية على حياتهم، حيث إن السقوط منها إذا كانت تسير ببطء يؤدي إلى الوفاة أو الشلل فما بالك بمن يقودها بسرعة مفرطة معرضا حياته وحياة الآخرين للخطر. ويبقى إرهاب الطرقات يحصد المزيد من الضحايا رغم كل حملات التحسيس والتوعية والجهود التي تبذلها الدولة في هذا المجال.