تحتل الجزائر الصدارة عربيا في حصيلة حوادث المرور والمرتبة الرابعة عالميا، وترتفع النسبة من سنة إلى أخرى لتزيد من عدد الضحايا ونسبة المعوقين والمصابين بمختلف العاهات بسبب إرهاب الطرقات. وفي هذا الإطار، كشفت أرقام مصالح الدرك الوطني خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2009 عن أزيد من 19389 حادث مرور، أي بزيادة 79 حادثا مقارنة بالسنة الماضية، أما عدد الوفيات، فقد ارتفع أيضا إلى 2947 حالة، أي بزيادة تقدر ب76 حالة وفاة مقارنة بسنة .2008 وتبين الإحصاءات الأخيرة للدرك الوطني، أن واقع حوادث المرور في الجزائر خطير جدا، حيث تم تسجيل ارتفاع في حوادث المرور خلال 9 أشهر الأولى لسنة 2009 مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية بزيادة قدرت ب79 حادث مرور وبنسبة تقدر ب 41,0 بالمائة، كما سجل ارتفاع في عدد القتلى ب76 وفاة وبنسبة 65,02 بالمائة، بينما الإحصاءات سجلت أن هناك تراجعا في عدد الجرحى ب73 جريحا وبنسبة 21,0 بالمائة. حوادث المرور في الجزائر ... واقع مرعب وأرقام رهيبة تشير إحصاءات حوادث المرور ومخلفاتها التي عالجتها وحدات الدرك الوطني على المستوى الوطني، وخلال السنوات الثلاث المتتالية 2006، 2007 و 2008 إلى ان مجموع عدد الحوادث بلغ 73 ألف و539 حادث خلال 3 سنوات، أي بمعدل 24513 حادث في السنة، وبمعدل 67 حادثا في اليوم. أما فيما يخص عدد الوفيات قد تم تسجيل10 آلاف و95 شخصا متوفى بسبب حوادث المرور، في حين بلغ معدل الوفاة في السنة الى 3 آلاف و503 شخص، أي ما يعادل 9 أشخاص في اليوم. وبالنظر الى جرحى هذه الحوادث المسجلة، نسجل في مجموع السنوات الثلاث 126999 جريح أي بمعدل 42333 جريح في السنة، وبالتالي 115 جريح في اليوم، فهذه المعدلات تنبأ بوضع كارثي لواقع حوادث المرور في الجزائر، سواء من حيث عدد الحوادث أو مخلفاتها من وفيات وجرحى ، وهنا يمكن القول ان إرهاب الطرقات أصبح فعلا من أسباب الموت في الجزائر. وبالنظر الى الإحصاءات السنوية لحوادث المرور حسب أشهر السنة، فمن الملاحظ ارتفاع عدد كل من الحوادث، الوفيات والجرحى في الفترة الممتدة بين شهري جوان وأكتوبر، ففي هذه المدة التي تشمل فصل الصيف وبداية الخريف أي الدخول الاجتماعي، وعادة ما يكون هذا الفصل فترة للعطل السنوية، حيث يكون المواطنون في تنقلات كثيرة عبر مختلف الطرق الوطنية الولائية وحتى البلدية، من أجل البحث عن مكان لقضاء العطلة والسياحة، وإثر هذه التنقلات تكثر أيضا وتتضاعف حركة المرور في مختلف منطق الوطن وخاصة الشمالية منها، وهذا ما يتسبب في ارتفاع عدد حوادث المرور في هذه الفترة. السرعة المفرطة تصدرت قائمة أسباب حوادث المرور على مدار ثلاث سنوات كشف الرائد ''كرود عبد الحميد''، مسؤول بخلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني من خلال المعالجة والمعاينة التي أسفرت عليها وحداتهم على المستوى الوطني، أن الأسباب التي أدت الى حوادث المرور في الجزائر، قد تعددت وتنوعت بين أسباب بشرية ''السائقين'' وأخرى حسب حالة المركبات والمحيط، موضحا ان أغلبية المعالجة ركزت بالدرجة الأولى على الأسباب البشرية، لأنها الأخطر في حوادث المرور، حيث إن غالبية الحوادث كان وراءها السائق والسرعة المفرطة، قائلا في ذات الأمر انه ''يجب ردع السائقين المتهورين''، حيث تم تسجيل أرقام مرعبة من الحوادث بسبب السرعة المفرطة وفقدان السيطرة، تورط المارة، التجاوز الخطير يليها عدم احترام مسافة الأمن حسب المعاينة. وتصدرت السرعة المفرطة القائمة بتسجيل 5501 حادث مرور خلال سنة 2006. ونفس السبب أدى الى 50301 حادث مرور خلال سنة 2007 و 40612 حادث سنة 2008. وحسب هذه الإحصاءات فان السرعة التي تزيد عن حدها ، هي السبب الأول في حوادث المرور، يليها فقدان السيطرة الذي يعتبر ثاني سبب لحوادث المرور التي عالجتها وحدات الدرك الوطني، حيث تسبب فقدان السيطرة في 30920 حادث مرور خلال سنة 2006 و10115 حادث سنة 2007 و 509708 حادث سنة 2008، وفقدان السيطرة سببه تهور السائق، مما لا يجعله متحكما في عملية السياقة، وهذا ما يؤدي الى اصطدام المركبة بمركبة أخرى، أو بحاجز حافة الطريق أو سقوطها في منحدر خطير، في حين احتل المرتبة الثالثة لأسباب حوادث المرور تورط المارة، فخلال سنة 2006 وبسبب تورط الراجلين تم تسجيل 20766 حادث وفي العام 2007 تم تسجيل 20758 حادث و2471 حادث سنة2008، وحسب ما أفادنا به ذات الرائد فإن معظم الحوادث تسبب فيها أشخاص ليسوا بسائقي سيارات، بل راجلين لا يحترمون إشارات المرور ويعرضون أنفسهم للهلاك كقطع الطريق السريع والطريق السيار، دون المرور فوق الجسر المخصص للراجلين. هذا، واعتبر التجاوز الخطير هو رابع أسباب حوادث المرور، فخلال سنة 2006 سجلت حوالي 2744 حادث بسبب التجاوز الخطير و2892 حادث سنة 2007 و2818 حادث سنة 2008، وسمي بالتجاوز الخطير لأن السائق يتعمد التجاوز أثناء السير في مكان يمنع فيه التجاوز كالمنعرجات الخطيرة، أو ان السائق لا يقوم بتجاوز ناجح في حال ما إذا كان التجاوز مسموحا، ليحتل المرتبة الأخيرة عدم احترام مسافة الأمن، فقد سجل خلال سنة 2006 حوالي 1531 حادث و1566 حادث سنة 2007 و1492 حادث سنة 2008، بسبب عدم احترام السائق لمسافة الأمن بين المركبات أثناء عملية السير على الطريق، مما يؤدي الى سهولة الاصطدام بين السيارات ومن ثمة وقوع حوادث المرور.